عجزهم عن تسلق السّد، وهذا التسلق يحتاج إلى سرعة المتسلق ومهارته ورشاقته أولا، ولذلك غالبا ما يعجز البدين عن التسلق، لأنه يحتاج إلى خفة، ليتسلق بسرعة، ولذلك حذفت التاء من الفعل تسهيلا وتخفيفا.
أما الفعل الثاني: وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً فإنّ التاء بقيت فيه، لأنّ هذا هو الأنسب للسياق، والمتفق مع الجو العام، وذلك أنّ نقب السّد وهدمه يحتاج إلى جهد ومشقة وثقل ووقت، يحتاج إلى أدوات للحفر والنقض، بقيت التاء للثقل، لتساعد في رسم جو الثقل والجهد في نقض السد.
[من كتاب (مع قصص السابقين في القرآن «٢» للدكتور صلاح الخالدي]
(واو الثمانية)
(س ٤٣٤:) قال تعالى: سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ [الكهف: ٢٢] في هذه الآية وردت (الواو) في قوله سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ولم ترد في الموضعين قبلها، فلماذا؟
(ج ٤٣٤:) يقول المفسرون: وهذه الواو التي آذنت بأنّ الذين قالوا سبعة وثامنهم كلبهم هم على الصواب والدليل عليه أن الله سبحانه أتبع القولين الأولين قوله رَجْماً بِالْغَيْبِ وأتبع الثالث قوله ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ وقال ابن عباس: (حين وقعت الواو انقطعت