تنبيه:
لا يقال: فعلى اعتبار شرط التواتر تمتنع القراءة بالقياس؛ لأنا نقول: لما كان اعتماد القراء على نقل القراءة خاصة أجمعوا على منعها بالقياس المطلق: وهو الذى ليس له أصل فى القراءة يرجع إليه ولا ركن وثيق فى الأداء يعتمد عليه، كما روى عن عمر، وزيد، وابن المنكدر (١)، وعروة (٢)، وابن عبد العزيز، وعامر الشعبى أنهم قالوا: القراءة سنة متبعة فاقرءوا كما علّمتموه.
وإن كان على إجماع (٣) انعقد أو أصل (٤) يعتمد، فيصار (٥) إليه عند عدم النص وغموض وجه الأداء؛ فإنه مما يسوغ (٦) قبوله ولا ينبغى رده، لا سيما إذا دعت الضرورة ومست الحاجة إليه (٧) [مما يقوى وجه الترجيح ويعين على وجه التصحيح] (٨)، [بل] (٩) لا يسمى ما كان كذلك قياسا على الوجه الاصطلاحى، [بل هو فى التحقيق] (١٠) نسبة جزئى إلى كلى، [كمثل ما اختير] (١١) فى تخفيف (١٢) بعض الهمزات [وإثبات البسملة وعدمها] (١٣) ونقل كِتابِيَهْ إِنِّي [الحاقة: ١٩ - ٢٠]، وقياس إدغام قالَ رَجُلانِ [المائدة: ٢٣] وقالَ رَجُلٌ [غافر: ٢٨] على قُلْ رَبِّ [المؤمنون: ٩٣] كما ذكره الدانى وغيره، وإليه (١٤) أشار مكى فى «التبصرة» حيث قال: فجميع (١٥) ما ذكرنا ينقسم ثلاثة أقسام:
أحد الأئمة الأعلام، زاهد، من رجال الحديث، أدرك بعض الصحابة وروى عنه: له نحو مائتى حديث، قال ابن عينية: ابن المنكدر من معادن الصدق ويجتمع إليه الصالحون ولم يدرك أحد أجدر أن يقبل الناس منه. قال ابن معين وأبو حاتم: ثقة، وذكره ابن حيان فى الثقات، وقال العجلى:
مدنى تابعى ثقة توفى سنة ١٣٠ هـ.
ينظر تهذيب التهذيب (٩/ ٤٧٣ - ٤٧٥)، والأعلام (٧/ ٣٣٣).
(٢) هو عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد، وأمه أسماء بنت أبى بكر. من كبار التابعين، فقيه محدث، أخذ عن أبيه وأمه وخالته السيدة عائشة. وعنه خلق كثير. لم يدخل فى شىء من الفتن.
انتقل من المدينة إلى البصرة، ثم إلى مصر فأقام بها سبع سنين. وتوفى بالمدينة. وبها (بئر عروة) تنسب إليه، معروفة الآن ينظر: تهذيب التهذيب (٧/ ١٨٠).
(٣) فى ص: اجتماع.
(٤) فى م: وأصل.
(٥) فى د: فإنه يصار، وفى ص: فإنه يرجع.
(٦) فى ص: ما يسوغ.
(٧) فى د: ومست له الحاجة.
(٨) سقط فى د.
(٩) سقط فى ص.
(١٠) فى د، ص: لأنه فى الحقيقة.
(١١) فى د، ص: كما اختير.
(١٢) فى م: تحقيق.
(١٣) فى م: البسملة.
(١٤) فى ص: وإلى ذلك.
(١٥) فى م: جميع.