ليعقوب.
وقال الكواشى (١) فى تفسيره: ما اجتمعت فيه الشروط الثلاثة فهو من الأحرف السبعة، سواء وردت عن سبعة أو سبعة آلاف.
وقال المصنف: كتبت للإمام العلامة السبكى استفتاء وصورته: ما (٢) تقول السادة العلماء أئمة الدين وعلماء المسلمين فى القراءات العشر (٣) التى يقرأ بها اليوم، هل هى متواترة أم غير متواترة؟ وهل كل ما انفرد به واحد من العشرة بحرف من الحروف متواتر أم لا؟
وإذا كانت متواترة فما يجب على من جحدها أو حرّفها (٤)؟
فأجابنى: الحمد لله، القراءات السبع التى اقتصر عليها الشاطبى، والثلاثة (٥) التى هى قراءة أبى جعفر، [ويعقوب، وخلف] (٦)، متواترة معلومة من الدين بالضرورة، وكل حرف انفرد به واحد من العشرة معلوم من الدين بالضرورة أنه منزل على رسول الله ﷺ لا يكابر فى شىء من ذلك إلا جاهل، وليس تواتر شىء منها مقصورا على من قرأ بالروايات، بل هى متواترة عند كل مسلم يقول: «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله» ولو كان مع ذلك عاميّا (٧) جلفا لا يحفظ من القرآن حرفا، ولهذا تقرير طويل وبرهان عريض لا يسع (٨) هذه الورقة شرحه.
وحظ كل مسلم وحقه أن يدين الله، ويجزم نفسه بأن ما ذكرناه متواتر معلوم باليقين، لا تتطرق الظنون [إليه] (٩) ولا الارتياب إلى شىء منه، والله تعالى أعلم. [وهنا
نمسك
توفى بمصر لعشر مضين من شوال سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. ينظر: غاية النهاية (١/ ٣٣٩).
(١) هو أحمد بن يوسف بن حسن بن رافع، الإمام أبو العباس الكواشى الموصلى المفسر، عالم زاهد كبير القدر، ولد سنة تسعين وخمسمائة، وقرأ على والده، وروى والده الحروف عن عبد المحسن ابن خطيب الموصل، بسماعه من يحيى بن سعدون القرطبى، وقدم دمشق وأخذ عن السخاوى، وسمع تفسيره والقراءات منه: محمد بن على بن خروف الموصلى، وأبو بكر المقصاتى- سوى من الفجر إلى آخره- توفى سابع عشر جمادى الآخرة سنة ثمانين وستمائة. ينظر: غاية النهاية (١/ ١٥١).
(٢) فى ص: ماذا.
(٣) فى م: العشرة.
(٤) فى م: وحرفها.
(٥) فى م: أو الثلاثة.
(٦) زيادة من ز.
(٧) فى م: عاصيا.
(٨) فى ز: لا يتسع، وفى ص: ولا يسع.
(٩) زيادة من د.