منه الطيب] (١)، أو إلى بنى الدار، أو إلى تميم الدارى، تابعى مولى فارس بن علقمة الكنانى.
وكان إمام الناس ب «مكة»، لم ينازعه فيها منازع؛ ولذلك (٢) نقل عنه أبو عمرو، والخليل بن أحمد، والشافعى.
وكان فصيحا بليغا جسيما، أبيض اللحية (٣)، طويلا، [أسمر] (٤)، أشهل، يخضب بالحناء، عليه السكينة والوقار.
وقيل: من أراد التمام فليقرأ بقراءة ابن كثير.
وسأله الناس أن يجلس للإقراء بعد شيخه، فأنشد فى ذم نفسه [شعرا] (٥):
بنىّ كثير أكول نئوم... وليس كذلك من خاف ربّه
بنى كثير يعلم علما... لقد أعوز الصوف من جزّ كلبه
بنى كثير كثير الذنوب... ففي الحل والبل من كان سبّه
بنى كثير دهته اثنتان... رياء وعجب يخالطن قلبه (٦)
لقى من الصحابة: عبد الله بن الزبير، وأبا أيوب الأنصارى، وأنس بن مالك، وقرأ على: أبى السائب عبد الله بن السائب المخزومى، وعلى أبى الحجاج مجاهد المكى، وعلى درباس (٧) مولى ابن عباس، وقرأ درباس على مولاه ابن عباس، وقرأ ابن عباس على أبى، وزيد بن ثابت، وقرأ عمر (٨)، وزيد، وأبى على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأول راوييه البزى: وهو أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع ابن أبى بزة، وإليه نسب، مولى بنى مخزوم، [المكى، مؤذن المسجد الحرام وإمامه، قرأ

(١) زيادة من ص.
(٢) فى ز: وكذلك.
(٣) فى ز، م: اللون.
(٤) سقط فى د.
(٥) زيادة من د.
(٦) قال ابن الجزرى: وبعض القراء يغلط ويورد هذه الأبيات لعبد الله بن كثير، قال: وإنما هى لمحمد بن كثير أحد شيوخ الحديث، وممن أوردها لابن كثير القارئ أبو طاهر بن سوار وغيره. ينظر: غاية النهاية (١/ ٤٤٤).
(٧) هو درباس المكى مولى عبد الله بن عباس، عرض على مولاه عبد الله بن عباس، روى القراءة عنه عبد الله بن كثير، ومحمد بن عبد الرحمن بن محيصن، وزمعة بن صالح المكيون، قال الأهوازى:
سمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن عبيد الله العجلى يقول: سمعت أبا بكر بن مجاهد يقول: أهل مكة يقولون: درباس خفيفة، وأهل الحديث يقولون: درباس مشددة الباء، وهو الصواب، وفيما قاله نظر، بل المشهور عند أهل الحديث وغيرهم هو التخفيف، وهو الصواب، والله أعلم. ينظر: غاية النهاية (١/ ٢٨٠).
(٨) فى د: وقرأ أبى، وفى ص: وقرأ عبد الله وأبى.


الصفحة التالية
Icon