أحصى ما سمعت أبا إسحاق السّبيعى (١) يقول: ما رأيت أحدا أقرأ للقرآن من عاصم.
وقال عبد الله (٢) بن أحمد [بن حنبل] (٣): سألت أبى عن عاصم فقال: رجل صالح خيّر (٤) ثقة.
قرأ على أبى عبد الرحمن السلمى الضرير، وعلى زر بن حبيش الأسدي (٥)، وعلى أبى عمرو وسعد (٦) بن إياس الشيبانى (٧).
وقرأ هؤلاء الثلاثة على عبد الله بن مسعود.
وقرأ السلمى وزر أيضا على عثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب.
وقرأ السلمى أيضا على أبى بن كعب، وزيد بن ثابت.
وقرأ زيد، وابن مسعود، وعثمان، وعلى، وأبى [بن كعب] (٨) على رسول الله ﷺ وأول راوييه: أبو بكر، وقدم لعلمه، واسمه شعبة أو يحيى أو محمد أو مطرف، أو كنيته.
تعلم القرآن من عاصم خمسا خمسا كما يتعلم الصبى من المعلم.
قال وكيع (٩): هو العالم الذى أحيا الله به [قرآنه] (١٠)، وخرج من صدره نور ظن أنه يرجى حتى عرف، ولما حضرته الوفاة بكت أخته، فقال لها: ما يبكيك؟ انظرى إلى تلك الزاوية فقد ختمت بها [ثمانية عشر ألف] (١١) ختمة.

(١) هو عمرو بن عبد الله بن عبيد، أبو إسحاق، السبيعى الهمدانى الكوفى. من أعلام التابعين الثقات.
كان شيخ الكوفة فى عصره. أدرك عليّا رضى الله عنه، وروى عنه وعن المغيرة بن شعبة وزيد ابن أرقم والبراء بن عازب وجابر بن سمرة وغيرهم. وعنه ابنه يونس، وقتادة وسليمان التميمى، والثورى، وشعبة وزهير بن معاوية وغيرهم: وقيل: سمع من ٣٨ صحابيّا، وكان من الغزاة المشاركين فى الفتوح: غزا الروم فى زمن زياد ست غزوات. قال ابن معين والنسائى: ثقة، وقال العجلى: كوفى تابعى ثقة توفى سنة ١٢٧ هـ. ينظر: تهذيب التهذيب (٨/ ٦٣ - ٦٧)، وتاريخ الإسلام للذهبى (٥/ ١١٦)، والأعلام (٥/ ٢٥١).
(٢) فى م: عبد الرحمن.
(٣) سقط فى م.
(٤) فى ز، م: حبر.
(٥) فى ص: الأزدى، وهى لغة فى الأسدي.
(٦) فى م: سعيد.
(٧) هو سعد بن إياس، أبو عمرو الشيبانى الكوفى، أدرك زمن النبى ﷺ ولم يره، عرض على عبد الله ابن مسعود، عرض عليه يحيى بن وثاب وعاصم بن أبى النجود، قلت مات سنة ست وتسعين أو نحوها، وله مائة وعشرون سنة.
ينظر غاية النهاية (١/ ٣٠٣) (١٣٢٧).
(٨) سقط فى د، ز، ص.
(٩) وكيع بن الجراح بن مليح، أبو سفيان، الرؤاسى. فقيه حافظ للحديث. واشتهر حتى عد محدث العراق فى عصره، وأراد الرشيد أن يوليه قضاء الكوفة، فامتنع ورعا. ينظر: تذكرة الحفاظ (١/ ٢٨٢).
(١٠) فى ز، ص، د: قرنه.
(١١) فى م، د: ثمان عشرة، وفى ص عشرة آلاف.


الصفحة التالية
Icon