وأما الحروف المذلقة فستة، جمعها فى قوله: (فر من لب): ثلاثة من طرف اللسان، وثلاثة من طرف الشفتين، وما عداهما (١) مصمتة، ولا توجد كلمة رباعية فما فوقها بناؤها من الحروف المصمتة؛ [لثقلها] (٢)، إلا ما ندر [مثل]: عسجد وعسطوس، وقيل: إنهما ليستا (٣) أصليتين (٤) بل ملحقتين (٥) فى كلامهم.
ص:

صفيرها صاد وزاى سين قلقلة قطب جد واللين
ش: (صفيرها) مبتدأ، وباقى الشطر خبره؛ لأن الأول أعرف من الثانى، وعاطف (سين) محذوف، [و] (٦) (قلقلة) خبر مقدم، و (قطب جد) مبتدأ مؤخر، أى: هذا اللفظ حروف القلقلة (٧)، و (اللين) [مبتدأ] (٨) يأتى (٩) خبره.
ومن هنا صفات لبعض الحروف (١٠) ليس يطلق على باقيها اسم مشعر بضد (١١) تلك الصفة بل بسلبها (١٢)، فمنها الصاد والسين والزاى، وهى حروف الصفير؛ لأنها يصفر بها، قال مكى: والصفير حدة الصوت كالصوت الخارج عن ضغطه نفث (١٣)، وباقى الحروف لا صفير فيها، وهذه الثلاثة هى الأسلية التى تخرج من أسلة اللسان (١٤)، قال ابن مريم (١٥): ومنهم من ألحق بها الشين.
فإذا وضعت لسانك فالصوت محصور فيما بين اللسان والحنك إلى موضع الحروف».
(١) فى م: ما عداها.
(٢) سقط فى م.
(٣) فى م: ليسا.
(٤) فى ص: أصلين.
(٥) فى ز: ملحقان.
(٦) سقط فى د، ز، م.
(٧) فى د، ز، ص: قلقلة.
(٨) سقط فى م.
(٩) فى ص: ويأتى.
(١٠) فى د، ز: حروف.
(١١) فى ص: وبضد.
(١٢) فى م: يسلبها.
(١٣) وقد أوضحه الدكتور حسن سيد فرغلى فى تعليقاته على شرح التيسير صفحة (٩٦) بأنه: صوت زائد يخرج من الشفتين شبيها بصفير الطائر، وأقواها بذلك الصاد للإطباق والاستعلاء، وتليها الزاى للجهر، ثم السين.
(١٤) قال ابن منظور: «وأسلة اللسان: طرف شباته إلى مستدقه، ومنه قيل للصاد والزاى والسين أسلية؛ لأن مبدأها من أسلة اللسان، وهو مستدق طرفه، والأسلة: مستدق اللسان والذراع، وفى كلام على: لم تجف لطول المناجاة أسلات ألسنتهم، هى جمع أسلة وهى طرف اللسان. وفى حديث مجاهد: إن قطعت الأسلة فبين بعض الحروف ولم يبين بعضا يحسب بالحروف، أى تقسم دية اللسان على قدر ما بقى من حروف كلامه التى ينطق بها فى لغته، فما نطق به فلا يستحق ديته، وما لم ينطق به استحق ديته». انظر لسان العرب (١/ ٨٠).
(١٥) نصر بن على بن محمد يعرف بابن أبى مريم فخر الدين أبو عبد الله الفارسى أستاذ عارف، وقفت له على كتاب فى القراءات الثمان سماه «الموضح» يدل على تمكنه فى الفن، جعله بأحرف مرموزة دالة على أسماء الرواة، وذكر ناسخه أنه استملاه من لفظه فى رمضان سنة اثنتين وستين وخمسمائة، قرأ فيما أحسب على تاج القراء محمود بن حمزة، وروى القراءة عنه مكرم بن العلاء بن نصر الفالى.
ينظر: الغاية (٢/ ٣٣٧ - ٣٧٣١).


الصفحة التالية
Icon