وهو إعطاء الحروف حقّها من صفة لها ومستحقّها
مكمّلا من غير ما تكلّف باللّطف فى النّطق بلا تعسّف
ش: (والأخذ بالتجويد حتم) اسمية، و (لازم) توكيد معنوى، و (من) موصولة (١)، و (لم يجود (٢) [القرآن] (٣)) جملة الصلة، و (آثم) خبره، و (لأنه) يتعلق (٤) ب (آثم)، والهاء اسم (إن) تعود (٥) على (القرآن)، و (الإله) مبتدأ و (أنزل) خبره (٦)، والعائد محذوف، والجملة خبر (لأنه) و (به) يتعلق ب (أنزل)، والهاء تعود على التجويد، و (إلينا) و (عنه) يتعلقان ب (وصل)، و (هكذا) صفة لمصدر محذوف تقديره: ووصل إلينا عنه وصولا كهذا (٧) الوصول (٨)، يعنى وصل إلينا [عن النبى صلى الله عليه وسلم] (٩) مجردا كما وصل إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
اعلم أن التجويد مصدر: جوّد تجويدا، وهو عندهم عبارة عن: الإتيان بالقراءة مجودة الألفاظ بريئة من الرداءة فى النطق ومعناه: انتهاء الغاية فى التصحيح، وبلوغ النهاية فى التحسين، ولا شك أن الأمة كما هى متعبّدة (١٠) بفهم القرآن وإقامة حدوده، متعبّدة بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من أئمة القرآن المتصلة (١١) بالحضرة النبوية- على صاحبها أفضل الصلاة والسلام- فمن قدر على تصحيح كلام الله تعالى باللفظ الصحيح العربى الفصيح وعدل إلى غيره؛ استغناء بنفسه، واستبدادا برأيه، واستكبارا عن الرجوع إلى عالم يوقفه على صحيح لفظه- فإنه مقصر بلا شك، وآثم بلا ريب، وغاش بلا مرية؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدين النّصيحة، لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامّتهم» (١٢)، أما من كان لا يطاوعه لسانه، أو لا يجد من يهديه إلى
(١) فى م: موصول مبتدأ.
(٢) فى ز، د، ص: ولم يصحح.
(٣) سقطت من م.
(٤) فى م: متعلق.
(٥) فى ص: يعود.
(٦) فى م: خبره فعلية.
(٧) فى م، د: هكذا.
(٨) فى ز: الوصل.
(٩) سقطت من م، د.
(١٠) فى م: متعبدون.
(١١) فى م: المتصلين.
(١٢) أخرجه مسلم (١/ ٧٤) كتاب: الأيمان، باب: بيان أن الدين النصيحة، حديث (٩٥/ ٥٥)، وأبو داود (٥/ ٢٣٣، ٢٣٤) كتاب: الأدب، باب: فى النصيحة، حديث (٤٩٤٤)، والنسائى (٧/ ١٥٦) كتاب: البيعة، باب: النصيحة للإمام، وأحمد (٤/ ١٠٢)، والحميدى (٢/ ٣٦٩) رقم (٨٣٧)، وأبو عوانة (١/ ٣٦ - ٣٧)، والبخارى فى التاريخ الصغير (٢/ ٣٤)، وأبو عبيد فى الأموال (ص- ١٠) رقم (١)، وأبو يعلى (١٣/ ١٠٠) رقم (٧١٦٤)، وابن حبان فى «روضة العقلاء» (ص- ١٩٤)، والطبرانى فى الكبير (٢/ ٥٢، ٥٤)، والبيهقى فى «شعب الإيمان» (٦/ ٢٦) رقم (٧٤٠١)، والبغوى فى شرح السنة (٦/ ٤٨٥)، والقضاعى فى مسند الشهاب رقم (١٧، ١٨) كلهم


الصفحة التالية
Icon