وهذا شروع فى السبب المعنوى، وهو قصد المبالغة فى النفى، وهو [قوى] (١) مقصود عند العرب وإن كان أضعف من اللفظى عند القراء، ومنه [مد] (٢) التعظيم فى نحو لا إله إلا الله» وهو المقصود بالذكر هنا، وهو مروى (٣) عن أصحاب القصر فى المنفصل لهذا المعنى، ونص على ذلك أبو معشر الطبرى، والهذلى، وابن مهران وغيرهم، ويقال له:
مد المبالغة؛ لما فيه من المبالغة فى نفى الألوهية عن غير الله- تعالى- قال ولى الله النووى- نفع (٤) الله به-: ولهذا كان الصحيح مد الذاكر قوله: لا إله إلا الله. وروى أنس: «من قال: لا إله إلا الله ومدها، هدمت له أربعة آلاف ذنب» (٥) وروى ابن عمر: «من قال: لا إله إلا الله ومد بها صوته أسكنه الله تعالى دار الجلال، دار سمى بها نفسه»، وهما وإن ضعّفا (٦) يعمل بهما فى فضائل الأعمال.
ومن هذا أيضا مد حمزة فى (لا) التبرئة وسيأتى.
قال المصنف: وقدر هذا المد وسط لا يبلغ الإشباع لقصور سببه عن الهمز (٧)، وقاله الأستاذ أبو عبد الله بن القصاع.
قوله: [وأزرق] (٨) إلخ، هذا هو القسم الذى تقدم فيه السبب، أى: إذا وقع حرف [مد بعد همز متصل] (٩) محقق: ك (نأى وأوتوا وآمنوا)، أو مغير (١٠) إما بين بين ك آمَنْتُمْ* فى الثلاث [الأعراف: ١٢٣، وطه: ٧١، الشعراء: ٤٩] وآلِهَتُنا فى الزخرف [٥٨]، وجاء (آلَ) * بالحجر [٦١] والقمر [٤١]، أو بالنقل؛ ك (الآن) والْآخِرَةُ [البقرة: ٩٤]، وسواء كان المنقول إليه متصلا رسما كما تقدم أو منفصلا؛ ك قُلْ إِي [يونس: ٥٣] قَدْ أُوتِيتَ [طه: ٣٦]، أو بالبدل؛ نحو: هؤلاء يالهة [الأنبياء: ٩٩]، ومن السماء ياية [الشعراء: ٤]، وسواء كانت فى أول الكلمة ك أُوتُوا*، أو وسطها كء آمَنْتُمْ أو آخرها ك (رأى ونأى)، وسواء كان حرف المد واوا أو ياء أو ألفا، وسواء كانت الألف ممالة هى وما قبلها ك (رأى)، أو وحدها ك نَأى *، أو غير ممالة كغيرهما.
وكلامه شامل لكل الأقسام إلا المغير بالبدل، وربما (١١) يدخل فى المغير بالتسهيل؛ لأنه ضرب منه؛ لأن التسهيل صادق عليهما، والإجماع (١٢) على قصر الباب كله.
(٢) سقط فى د.
(٣) فى م، د: وهذا وارد.
(٤) فى م: رحمه الله.
(٥) ذكره الهندى فى كنز العمال (٢٠٢) وعزاه لابن النجار.
(٦) فى م: كانا ضعفا.
(٧) فى م: عن الهمزة قال، وفى ص: وقال.
(٨) سقط فى م، د.
(٩) فى م: المد بعد همز منفصل.
(١٠) فى د: مغيرا.
(١١) زاد فى م: مغير.
(١٢) فى م، د: فالإجماع.