وبقى من هذا النوع [أيضا] (١) المفتوح ما قبلها: فادارءتم فيها بالبقرة [٧٢]، حذفت صورة همزتها، ولو صورت لكانت ألفا، وكذلك (٢) حذفت الألف التى بعد الدال، وإنما حذفا اختصارا؛ ولهذا لا يجوز فيها مراعاة الرسم كما سيأتى.
وكذلك حذفت من امْتَلَأْتِ [ق: ٣٠] فى أكثر المصاحف تحقيقا، وكذلك استئجره [القصص: ٢٦]، وكذلك يَسْتَأْخِرُونَ [الأعراف: ٣٤] فى الغيبة والخطاب، ولا يجوز فى هذا أيضا اتباع الرسم، وسيأتى.
وخرج من الهمز الواقع أولا كلمات لم تصور الهمزة فيها ألفا، كما هو القياس فيما وقع أولا، بل صورت بحسب ما تخفف (٣) به حالة وصلها بما قبلها؛ إجراء للمبتدإ مجرى المتوسطة، وتنبيها على جواز التخفيف جمعا بين اللغتين؛ فرسمت المضمومة فى أؤنبئكم [آل عمران: ١٥] واوا، وحذفت من أءلقى [القمر: ٢٥]، وأءنزل [ص: ٨]، فكتبا بألف واحدة للجمع بين الصورتين، وكذلك سائر الباب نحو:
ء أنذرتهم [البقرة: ٦]، ء أشفقتم [المجادلة: ١٣]، ءآلله أذن لكم [يونس:
٥٩]، وكذا (٤) ما اجتمع فيه ثلاث ألفات ك ءامنتم [الأعراف: ١٢٣]- وكذا أءذا [الإسراء: ٤٩]، أءنا [الرعد: ٥]، كتبت بياء على مراد الوصف، ورسم هؤُلاءِ [البقرة: ٨٥] بواو ثم وصل بهاء التنبيه، فحذفت ألفه كيائها، ويبنؤمّ [طه: ٩٤] بواو، وأما هاؤُمُ [الحاقة: ١٩] فليست همزته من هذا الباب بل هى متوسطة خفيفة (٥)، ويوقف [على] (٦) ميمها اتفاقا. ورسمت المكسورة فى يَوْمَئِذٍ [آل عمران: ١٦٧]، ولَئِنْ [إبراهيم: ٧]، وحِينَئِذٍ [الواقعة: ٨٤] ياء، وكذا أَإِنَّكُمْ فى الأنعام [١٩]، والنمل [٥٥]، وثانى العنكبوت [٢٩]، وفصلت [٤٩] وأَ إِنَّا لَتارِكُوا [الصافات:
٣٦]، ورسما فى غيرها (٧) بألف واحدة، وكذا سائر الباب.
وحذفت المفتوحة بعد لام التعريف فى موضعين ءآلئن موضعى يونس [٥١، ٩١]، وفى جميع القرآن؛ إجراء للمبتدإ مجرى المتوسط (٨)، واختلف فيها فى الجن [٩].
والثانية لئيكة بالشعراء [١٧٦]، وص [١٣]، وأما بِآيَةٍ [آل عمران: ٤٩]، وبِآياتِ [آل عمران: ١٩٩] ففي بعضها بألف وياء من بعدها، فذهب جماعة لزيادة الياء الواحدة، وقال السخاوى: «ورأيتها فى المصاحف العثمانية بياءين».

(١) سقط فى د.
(٢) فى م، د: ولذلك.
(٣) فى د، ز: ما يخفف.
(٤) فى م: وكذلك.
(٥) فى م، د: حقيقة.
(٦) بياض فى م، وفى د: هاؤم على الميم.
(٧) فى ز: وغيرهما.
(٨) فى م: التوسط.


الصفحة التالية
Icon