فتح القارئ فاه بلفظ الحرف، ويقال: له [أيضا] (١) التفخيم، وينقسم إلى: فتح شديد، ومتوسط، فالشديد نهاية فتح الفم بالحرف ويحرم فى القرآن، وإنما يوجد فى لغة
العجم، كما نص عليه الدانى فى «الموضح».
قال: والفتح المتوسط هو ما بين الشديد، والإمالة المتوسطة.
والإمالة لغة: الإخفاء، من أمال فلان ظهره: أحناه.
واصطلاحا: جعل الفتحة كالكسرة، والألف كالياء: كثيرا (٢)، وهى المحضة، ويقال لها: الإضجاع، وقليلا وهو بين اللفظين، ويقال لها: التقليل والتلطيف، وبين بين.
والإمالة فى الفعل أقوى منها فى الاسم؛ لتمكنه من التصرف، وهى دخيلة فى الحرف؛ لجموده.
ويجتنب فى الإمالة المحضة القلب الخالص، والإشباع المبالغ فيه.
قال الدانى: والفتح والإمالة لغتان مشهورتان على ألسنة العرب الفصحاء (٣) الذين نزل القرآن بلغتهم. والفتح لغة الحجازيين، والإمالة لغة عامة أهل نجد من تميم، وأسد، وقيس.
واختلفوا فى أيهما أولى؟ واختار هو بين بين؛ لحصول الغرض [بها] (٤)، وهو الإعلام (٥) بأن أصل الألف ياء، والتنبيه على انقلابها إلى الياء فى مواضع، أو [مشاكلتها للكسر] (٦) المجاور أو الياء، وهل الفتح أصل الإمالة؛ لافتقارها لسبب (٧) وجود (٨) الفتح عند انتفائه وجوازه مع الإمالة عند وجود السبب، ولا عكس، أو كل أصل؛ لأن الإمالة كما لا تكون إلا لسبب كذلك الفتح ووجود السبب لا يقتضى الفرعية.

(١) سقط فى م.
(٢) فى ز، د: كسر.
(٣) فى م: الفصحى.
(٤) سقط فى د.
(٥) فى ز، د: بالإدغام أعلم.
(٦) فى م: ومشاكلتها الكسر، وفى ص: لمشاكلتها.
(٧) فى م: إلى سبب.
(٨) فى م، د، ز: ووجود.


الصفحة التالية
Icon