الفصل السابع فيما يقرئ (١) به
لا يجوز له أن يقرئ (٢) إلا بما قرأ (٣) أو سمع؛ فإن قرأ نفس الحروف المختلف فيها خاصة، أو سمعها، أو ترك (٤) ما اتفق عليه، جاز إقراؤه القرآن بها اتفاقا بالشرط.
وهو أن يكون ذاكرا... إلى آخره كما (٥) تقدم.
لكن لا يجوز له أن (٦) يقول: قرأت بها القرآن كله.
وأجاز ابن مجاهد وغيره أن يقول المقرئ: قرأت برواية فلان القرآن، من غير تأكيد، إذا كان قرأ بعض القرآن. وهو قول لا يعول عليه؛ لأنه تدليس فاحش يلزم منه مفاسد كثيرة.
وهل يجوز [له] (٧) أن يقرئ بما أجيز له (٨) على أنواع الإجازة؟
جوزه (٩) الجعبرى مطلقا، والظاهر أنه إن تلا (١٠) بذلك على غير ذلك الشيخ، أو سمعه، ثم أراد أن يعلى سنده بذلك الشيخ أو يكثر طرقه- جاز وحسن (١١)؛ لأنه جعلها متابعة. [وقد فعل ذلك أبو حيان ب «التجريد» وغيره عن ابن البخارى وغيره متابعة] (١٢) وكذا فعل الشيخ تقى الدين [بن] (١٣) الصائغ ب «المستنير» عن الشيخ كمال الدين الضرير (١٤) عن

(١) فى م: يقرأ.
(٢) فى م: يقرأ.
(٣) فى م: قراءة.
(٤) فى م، د: وترك.
(٥) فى م: لما.
(٦) فى د: أنه.
(٧) زيادة من م، ص.
(٨) فى ص: به.
(٩) فى م: جوز.
(١٠) فى م: امتلى.
(١١) فى م: وجنس.
(١٢) من قوله: «وقد فعل»، إلى قوله: «وغيره متابعة» سقط من م.
وأبو حيان هو محمد بن يوسف بن على بن يوسف بن حيان، أبو حيان، الغرناطى الأندلسى.
مفسر، محدث، أديب، مؤرخ، نحوى، لغوى. أخذ القراءات عن أبى جعفر بن الطباع، والعربية عن أبى الحسن الأبذى وابن الصائغ وغيرهما.
وسمع الحديث بالأندلس وإفريقية والإسكندرية والقاهرة والحجاز من نحو أربعمائة وخمسين شيخا، وتولى تدريس التفسير بالمنصورية، والإقراء بجماع الأقمر.
من تصانيفه: «البحر المحيط» فى تفسير القرآن، و «تحفة الأريب»، فى غريب القرآن، و «عقد اللآلى فى القراءات السبع العوالى»، و «الإعلان بأركان الإسلام». ينظر شذرات الذهب (٦/ ١٤٥) ومعجم المؤلفين (١٢/ ١٣٠) والأعلام (٨/ ٢٦).
(١٣) سقط فى م.
(١٤) هو على بن شجاع بن سالم بن على بن موسى بن حسان بن طوق بن سند بن على بن الفضل ابن على ابن عبد الرحمن بن على بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن على بن عبد الله ابن عباس ابن عبد المطلب بن هاشم كمال الدين أبو الحسن بن أبى الفوارس الهاشمى العباسى


الصفحة التالية
Icon