وقوله:
فاليوم أشرب غير مستحقب............ (١)
وأورده سيبويه فى باب الإشباع فى الجر والرفع وغير الإشباع قال: وقد يجوز أن يسكنوا الحرف المجرور والمرفوع فى الشعر، شبهوا ذلك بكسر فخذ حيث حذفوا فقالوا فخذ، وبضمة عضد حيث حذفوا فقالوا: عضد؛ لأن الرفعة ضمة والجرة كسرة. ثم أنشد هذا البيت.
ومثله فى الضرورة قول جرير:
ومن أبيات الكتاب أيضا:
قال ابن جنى «فى المحتسب»: وأما اعتراض أبى العباس المبرد هنا على الكتاب فإنما هو على العرب لا على صاحب الكتاب؛ لأنه حكاه كما سمعه، ولا يمكن فى الوزن أيضا غيره. وقول أبى العباس: إنما الرواية: فاليوم فاشرب، فكأنه قال لسيبويه: كذبت على العرب ولم تسمع ما حكيته عنهم. وإذا بلغ الأمر هذا الحد من السرف، فقد سقطت كلفة القول معه. وكذلك إنكاره عليه أيضا قوله الشاعر:
............ وقد بدا هنك من المئزر
فقال: إنما الرواية:
............ وقد بدا ذاك من المئزر
انتهى. وقال بعض من كتب على شواهد سيبويه: مر سكران بسكة بنى فزارة، فجلس يريق الماء، ومرّ به نسوة فقالت امرأة منهن: هذا نشوان قليل الحياء، أما تستحى يا شيخ من شربك الخمر؟ فقال ذلك. وقال ابن الشجرى فى «أماليه»: مر الفرزدق بامرأة وهو سكران يتواقع، فسخرت منه، فقال هذه الأبيات. انتهى، والصواب الأول.
ينظر: ديوانه ص ٤٣، وخزانة الأدب (٤/ ٤٨٤، ٤٨٥، ٨/ ٣٥١)، والدرر (١/ ١٧٤)، وشرح أبيات سيبويه (٢/ ٣٩١)، والمقاصد النحوية (٤/ ٥١٦)، وللفرزدق فى الشعر والشعراء (١/ ١٠٦)، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر (١/ ٦٥، ٢/ ٣١)، وتخليص الشواهد ص (٦٣)، والخصائص (١/ ٧٤، ٣/ ٩٥، ٣١٧)، ورصف المبانى ص (٣٢٧)، وشرح المفصل (١/ ٤٨)، والكتاب (٤/ ٢٠٣)، ولسان العرب (وأل)، (هنا)، وهمع الهوامع (١/ ٥٤).
(١) صدر البيت من قصيدة لامرئ القيس. قال عبد الرحمن السعدى فى كتاب «مساوى الخمر»:
غزا امرؤ القيس بنى أسد ثائرا بأبيه، وقد جمع جموعا من حمير وغيرهم من ذؤبان العرب وصعاليكها، وهرب بنو أسد من بين يديه حتى أنضوا الإبل وحسروا الخيل، ولحقهم فظفر بهم، وقتل بهم مقتلة عظيمة، وأبار حلمة بن أسد، ومثل فى عمرو وكاهل ابني أسد.
وذكر الكلبى عن شيوخ كندة أنه جعل يسمل أعينهم، ويحمى الدروع فيلبسهم إياها.
وروى أبو سعيد السكرى مثل ذلك، وأنه ذبحهم على الجبل، ومزج الماء بدمائهم إلى أن بلغ الحضيض، وأصاب قوما من جذام كانوا فى بنى أسد. واستشهد به على أنه يقدر فى الضرورة رفع الحرف الصحيح، كما فى أشرب فإن الباء حرف صحيح وقد حذف الضمة منه للضرورة.
قال سيبويه: وقد يسكن بعضهم فى الشعر ويشم، وذلك قول امرئ القيس:
فاليوم أشرب غير مستحقب...............
البيت. اهـ.
ومثله فى الضرورة قول جرير:
سيروا بنى العم فالأهواز منزلكم | ونهر تيرى ولا تعرفكم العرب |
فاليوم أشرب غير مستحقب | إثما من الله ولا واغل |
............ وقد بدا هنك من المئزر
فقال: إنما الرواية:
............ وقد بدا ذاك من المئزر
انتهى. وقال بعض من كتب على شواهد سيبويه: مر سكران بسكة بنى فزارة، فجلس يريق الماء، ومرّ به نسوة فقالت امرأة منهن: هذا نشوان قليل الحياء، أما تستحى يا شيخ من شربك الخمر؟ فقال ذلك. وقال ابن الشجرى فى «أماليه»: مر الفرزدق بامرأة وهو سكران يتواقع، فسخرت منه، فقال هذه الأبيات. انتهى، والصواب الأول.
ينظر: ديوانه ص ٤٣، وخزانة الأدب (٤/ ٤٨٤، ٤٨٥، ٨/ ٣٥١)، والدرر (١/ ١٧٤)، وشرح أبيات سيبويه (٢/ ٣٩١)، والمقاصد النحوية (٤/ ٥١٦)، وللفرزدق فى الشعر والشعراء (١/ ١٠٦)، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر (١/ ٦٥، ٢/ ٣١)، وتخليص الشواهد ص (٦٣)، والخصائص (١/ ٧٤، ٣/ ٩٥، ٣١٧)، ورصف المبانى ص (٣٢٧)، وشرح المفصل (١/ ٤٨)، والكتاب (٤/ ٢٠٣)، ولسان العرب (وأل)، (هنا)، وهمع الهوامع (١/ ٥٤).
(١) صدر البيت من قصيدة لامرئ القيس. قال عبد الرحمن السعدى فى كتاب «مساوى الخمر»:
غزا امرؤ القيس بنى أسد ثائرا بأبيه، وقد جمع جموعا من حمير وغيرهم من ذؤبان العرب وصعاليكها، وهرب بنو أسد من بين يديه حتى أنضوا الإبل وحسروا الخيل، ولحقهم فظفر بهم، وقتل بهم مقتلة عظيمة، وأبار حلمة بن أسد، ومثل فى عمرو وكاهل ابني أسد.
وذكر الكلبى عن شيوخ كندة أنه جعل يسمل أعينهم، ويحمى الدروع فيلبسهم إياها.
وروى أبو سعيد السكرى مثل ذلك، وأنه ذبحهم على الجبل، ومزج الماء بدمائهم إلى أن بلغ الحضيض، وأصاب قوما من جذام كانوا فى بنى أسد. واستشهد به على أنه يقدر فى الضرورة رفع الحرف الصحيح، كما فى أشرب فإن الباء حرف صحيح وقد حذف الضمة منه للضرورة.
قال سيبويه: وقد يسكن بعضهم فى الشعر ويشم، وذلك قول امرئ القيس:
فاليوم أشرب غير مستحقب...............
البيت. اهـ.