حمدت الرجل على ما أنعم به، وحمدته على شجاعته، ويكون باللسان وحده، دون عمل الجوارح، إذ لا يقال: حمدت زيدا أى: عملت له بيدى عملا حسنا، بخلاف الشكر؛ فإنه لا يكون إلا على نعمة مبتدأة إلى الغير.
يقال: شكرته على ما أعطانى، ولا يقال: شكرته على شجاعته، ويكون بالقلب، واللسان، والجوارح؛ قال الله تعالى: اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً [سبأ: ١٣] وقال الشاعر:
فيكون بين الحمد والشكر عموم وخصوص من وجه ذكره ابن عادل الحنبلى، ثم قال: وقيل:
الحمد هو الشكر؛ بدليل قولهم: «الحمد لله شكرا».
وقيل: بينهما عموم وخصوص مطلق، والحمد أعم من الشكر.
وقيل: الحمد: الثناء عليه تعالى بأوصافه، والشكر: الثناء عليه بأفعاله، فالحامد قسمان: شاكر ومثن بالصفات الجميلة.
وقيل: الحمد مقلوب من المدح، وليس بسديد- وإن كان منقولا عن ثعلب؛ لأن المقلوب أقل استعمالا من المقلوب منه، وهذان مستويان فى الاستعمال، فليس ادعاء قلب أحدهما من الآخر أولى من العكس، فكانا مادتين مستقلتين. وأيضا فإنه يمتنع إطلاق المدح حيث يجوز إطلاق الحمد، فإنه يقال: حمدت الله- تعالى- ولا يقال: مدحته، ولو كان مقلوبا لما امتنع ذلك.
ولقائل أن يقول: منع من ذلك مانع، وهو عدم الإذن فى ذلك.
وقال الراغب: «الحمد لله»: الثناء بالفضيلة، وهو أخص من المدح، وأعم من الشكر، فإن المدح يقال فيما يكون من الإنسان باختياره، وما يكون منه بغير اختيار، فقد يمدح الإنسان بطول قامته، وصباحة وجهه، كما يمدح ببذل ماله وشجاعته وعلمه، والحمد يكون فى الثانى دون الأول.
قال ابن الخطيب- رحمه الله تعالى-: الفرق بين الحمد والمدح من وجوه:
أحدها: أن المدح قد يحصل للحى، ولغير الحى، ألا ترى أن من رأى لؤلؤة فى غاية الحسن، فإنه يمدحها؟ فثبت أن المدح أعم من الحمد.
الثانى: أن المدح قد يكون قبل الإحسان، وقد يكون بعده، أما الحمد فإنه لا يكون إلا بعد الإحسان.
الثالث: أن المدح قد يكون منهيّا عنه؛ قال عليه الصلاة والسلام: «احثوا التراب فى وجوه المداحين». أما الحمد فإنه مأمور به مطلقا؛ قال- عليه الصلاة والسلام-: «من لم يحمد الناس لم يحمد الله».
الرابع: أن المدح عبارة عن القول الدال على كونه مختصّا بنوع من أنواع الفضائل.
وأما الحمد فهو القول الدال على كونه مختصّا بفضيلة معينة، وهى فضيلة الإنعام والإحسان، فثبت أن المدح أعم من الحمد.
وأما الفرق بين الحمد والشكر، فهو أن الحمد يعم إذا وصل ذلك الإنعام إليك أو إلى غيرك، وأما الشكر، فهو مختص بالإنعام الواصل إليك.
وقال الراغب- رحمه الله-: والشكر لا يقال إلا فى مقابلة نعمة، فكل شكر حمد، وليس كل حمد شكرا، وكل حمد مدح، وليس كل مدح حمدا.
ويقال: فلان محمود إذا حمد، ومحمد وجد محمودا، ومحمد كثرت خصاله المحمودة.
وأحمد أى: أنه يفوق غيره فى الحمد ينظر اللباب (١/ ١٦٨ - ١٧٠).
يقال: شكرته على ما أعطانى، ولا يقال: شكرته على شجاعته، ويكون بالقلب، واللسان، والجوارح؛ قال الله تعالى: اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً [سبأ: ١٣] وقال الشاعر:
أفادتكم النعماء منى ثلاثة | يدى ولسانى والضمير المحجبا |
الحمد هو الشكر؛ بدليل قولهم: «الحمد لله شكرا».
وقيل: بينهما عموم وخصوص مطلق، والحمد أعم من الشكر.
وقيل: الحمد: الثناء عليه تعالى بأوصافه، والشكر: الثناء عليه بأفعاله، فالحامد قسمان: شاكر ومثن بالصفات الجميلة.
وقيل: الحمد مقلوب من المدح، وليس بسديد- وإن كان منقولا عن ثعلب؛ لأن المقلوب أقل استعمالا من المقلوب منه، وهذان مستويان فى الاستعمال، فليس ادعاء قلب أحدهما من الآخر أولى من العكس، فكانا مادتين مستقلتين. وأيضا فإنه يمتنع إطلاق المدح حيث يجوز إطلاق الحمد، فإنه يقال: حمدت الله- تعالى- ولا يقال: مدحته، ولو كان مقلوبا لما امتنع ذلك.
ولقائل أن يقول: منع من ذلك مانع، وهو عدم الإذن فى ذلك.
وقال الراغب: «الحمد لله»: الثناء بالفضيلة، وهو أخص من المدح، وأعم من الشكر، فإن المدح يقال فيما يكون من الإنسان باختياره، وما يكون منه بغير اختيار، فقد يمدح الإنسان بطول قامته، وصباحة وجهه، كما يمدح ببذل ماله وشجاعته وعلمه، والحمد يكون فى الثانى دون الأول.
قال ابن الخطيب- رحمه الله تعالى-: الفرق بين الحمد والمدح من وجوه:
أحدها: أن المدح قد يحصل للحى، ولغير الحى، ألا ترى أن من رأى لؤلؤة فى غاية الحسن، فإنه يمدحها؟ فثبت أن المدح أعم من الحمد.
الثانى: أن المدح قد يكون قبل الإحسان، وقد يكون بعده، أما الحمد فإنه لا يكون إلا بعد الإحسان.
الثالث: أن المدح قد يكون منهيّا عنه؛ قال عليه الصلاة والسلام: «احثوا التراب فى وجوه المداحين». أما الحمد فإنه مأمور به مطلقا؛ قال- عليه الصلاة والسلام-: «من لم يحمد الناس لم يحمد الله».
الرابع: أن المدح عبارة عن القول الدال على كونه مختصّا بنوع من أنواع الفضائل.
وأما الحمد فهو القول الدال على كونه مختصّا بفضيلة معينة، وهى فضيلة الإنعام والإحسان، فثبت أن المدح أعم من الحمد.
وأما الفرق بين الحمد والشكر، فهو أن الحمد يعم إذا وصل ذلك الإنعام إليك أو إلى غيرك، وأما الشكر، فهو مختص بالإنعام الواصل إليك.
وقال الراغب- رحمه الله-: والشكر لا يقال إلا فى مقابلة نعمة، فكل شكر حمد، وليس كل حمد شكرا، وكل حمد مدح، وليس كل مدح حمدا.
ويقال: فلان محمود إذا حمد، ومحمد وجد محمودا، ومحمد كثرت خصاله المحمودة.
وأحمد أى: أنه يفوق غيره فى الحمد ينظر اللباب (١/ ١٦٨ - ١٧٠).