و (السرمدى) [الدائم] (١): صفته (٢)، و (على النبى): خبر، وفيه ما فى (الحمد [لله]) (٣)، و (المصطفى): صفته، و (محمد): بدل أو بيان، وفيه عطف (٤) جملة [على] (٥) أخرى ولا محل لها، كالمعطوف عليها.
والصلاة لغة: الدعاء [بخير] (٦)، ومنه قوله تعالى: وَصَلِّ عَلَيْهِمْ [التوبة: ١٠٣]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «اللهمّ صلّ على فلان» (٧) وهى من الله الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، ومن الناس الدعاء.
وعرفها بلام الجنس أو الاستغراق؛ لتفيد الشمول، وجعل الجملة اسمية؛ لتفيد (٨) الثبوت والدوام.

ولا حجة لهم فى ذلك فعنه جوابات لأهل العلم يطول ذكرها ولنذكر منها جوابا واحدا يعم الآيات والأبيات وذلك: «أن ثم هنا لترتيب الأخبار لا لترتيب الحكم» والمعنى: «أخبركم أنى خلقتكم من نفس واحدة، ثم أخبركم أنى جعلت منها زوجها، وأخبركم أنى خلقت الإنسان من طين ثم أخبركم أنى جعلت نسله من سلالة من ماء مهين، وأخبركم أنى خلقته من طين ثم أخبركم أنى قضيت الأجل، كما تقول: كلمتك اليوم ثم كلمتك أمس فى هذا الأمر، ووافقوا على القول باقتضائها الترتيب فى الأسماء المفردة وفى الأفعال وفى ذلك دليل على وضعيتها للترتيب كما قاله الجمهور.
الرابع: تكون زائدة فيتخلف التشريك قاله الأخفش والكوفيون وحملوا عليه قوله تعالى: حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا [التوبة: ١١٨].
وقول زهير:
أرانى إذا أصبحت أصبحت ذا هوى فثم إذا أمسيت أمسيت عاديا
وخالفهم الباقون وأجابوا عن الآية بأن ذلك «على تقدير الجواب، وعن البيت بزيادة الفاء»
.
الخامس: تكون بمعنى التعجب فتتخلف عن التشريك أيضا. ذكره بعضهم كقوله تعالى: ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ [الأنعام: ١]، وبقوله تعالى: ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلَّا [المدثر: ١٥ - ١٦].
(١) سقط فى ز، م.
(٢) فى م: صفة.
(٣) سقط فى ص.
(٤) فى ص: ما فى عطف.
(٥) سقط فى ص.
(٦) سقط فى ز، م.
(٧) أخرجه البخارى (١٢/ ٤٢١) كتاب الدعوات باب قول الله تعالى «وصلّ عليهم» (٦٣٣٢) ومسلم (٢/ ٧٥٦ - ٧٥٧) كتاب الزكاة باب الدعاء لمن أتى بصدقته (١٧٦/ ١٠٧٨) وأحمد (٤/ ٣٥٣، ٣٥٤، ٣٥٥، ٣٨١، ٣٨٣) والنسائى (٥/ ٣١) كتاب الزكاة باب صلاة الإمام على صاحب الصدقة وابن ماجة (٣/ ٢٦١) كتاب الزكاة باب ما يقال عند إخراج الزكاة (١٧٩٦) وأبو داود (١/ ٤٩٩) كتاب الزكاة باب دعاء المصدق لأهل الصدقة (١٥٩٠) من طريق عمرو بن مرة عن عبد الله ابن أبى أوفى قال: كان النبى ﷺ إذا أتاه رجل بصدقة قال: «اللهم صل على آل فلان» فأتاه أبى فقال: «اللهم صل على آل أبى أوفى».
(٨) فى د، ص: ليفيد.


الصفحة التالية
Icon