والجليس السّوء كصاحب الكير إن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه» (١) أخرجه أبو داود.
وإذا كان الجليس له هذا التعدى وجب على كل عاقل فى وقتنا هذا أن يعتزل الناس ويتخذ الله جليسا والقرآن ذكرا؛ فقد ورد «أنا جليس من ذكرنى» (٢) «وأهل القرآن هم أهل الله وخاصّته» (٣).
وخاصة الملك: جلساؤه فى أغلب (٤) أحوالهم، فمن كان الحقّ جليسه فهو أنيسه؛ فلا بد أن ينال من مكارم خلقه [على] (٥) قدر زمان مجالسته، ومن جلس إلى (٦) قوم يذكرون الله فإن الله يدخله معهم فى رحمته؛ فإنهم القوم الذين لا يشقى [بهم] (٧) جليسهم، فكيف يشقى من كان الحق جليسه؟ وهذا على سبيل الاستطراد والله تعالى أعلم (٨).
ص:
لذاك كان حاملو القرآن... أشراف الامّة أولى الإحسان
ش: اللام تعليلية، و (ذاك): اسم إشارة للبعيد (٩).
فإن قلت: كان الأولى (١٠) التعبير ب «الذى» للقريب [وهو (ذا)] (١١).
قلت: لما كانت الأصحاب الرفيعة والأقران الغير الشنيعة يحصل للنفس منهما كلّ
وله شاهد من حديث أنس أخرجه أبو داود (٤٨٣١) ولفظه: «مثل الجليس الصالح مثل العطار إن لم يصبك من عطره أو قال يعطيك من عطره أصبت من ريحه ومثل الجليس السوء مثل القين إن لم يحرق ثوبك أصابك من ريحه».
(٢) أخرجه البخارى فى كتاب التوحيد (١٣/ ٣٩٥) باب قول الله تعالى: «ويحذركم الله نفسه» (٧٤٠٥) وانظر (٧٥٠٥، ٧٥٣٦، ٧٥٣٧) ومسلم فى الذكر والدعاء (٤/ ٢٠٦١) باب الحث على ذكر الله (٢٦٧٥) عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدى بى وأنا معه حين يذكرنى إن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى... » الحديث.
(٣) أخرجه أحمد (٣/ ١٢٧، ٢٤٢)، وابن ماجة (١/ ٢٠٦ - ٢٠٧) فى المقدمة باب فضل من تعلم القرآن وعلمه (٢١٥) والدارمى (٢/ ٤٣٣) والحاكم (١/ ٥٥٦) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله أهلين من الناس قالوا يا رسول الله من هم قال هم أهل القرآن أهل الله وخاصته».
(٤) فى م: غالب.
(٥) سقط فى م.
(٦) فى م: مع.
(٧) سقط فى ص.
(٨) فى م، د: والله أعلم، وفى ص: والله سبحانه أعلم.
(٩) فى ز: لبعيد.
(١٠) فى د: الواجب.
(١١) سقط فى ز، ص، م.