الثانى: يتعين التحفظ فى الوقف على المشدد المفتوح نحو: ولكنّ البرّ [البقرة:
١٧٧] ومّن صدّ [النساء: ٥٥] بالسكون.
ووقف جماعة من جهال القراء عليه بروم الفتحة، قالوا: فرارا من ساكنين.
والجواب: أنه يغتفر فى الوقف الاجتماع المحقق، فالمقدر أولى؛ إذ ليس فى اللفظ إلا حرف مشدد لكنه مقدر بحرفين، وإن كان بزنة الساكنين، فإن اللسان ينبو بالمشددة نبوة واحدة؛ فيسهل النطق به لذلك (١)، وعلى هذا إجماع النحاة.
فأما إذا (٢) وقف على المشدد المتطرف، وكان قبله أحد حروف المد أو اللين، نحو:
الدّوآبّ [الأنفال: ٢٢] وصوآفّ [الحج: ٣٦] وو الّذان [النساء: ١٦]، ونحو تبشّرون [الحجر: ٥٤] والّذين [فصلت: ٢٩] وهتين [القصص: ٢٧]- وقف بالتشديد كما يوصل، وإن اجتمع أكثر من ساكنين، ولكن يمد لأجل ذلك، وقد تقدم أنه ربما يزاد فى المد لذلك.
وقال الدانى فى «جامعه» فى سورة الحجر [عند ذكره فبم تبشّرون] (٣) [الآية: ٥٤]:
والوقف على قراءة ابن كثير غير ممكن لالتقاء ثلاث سواكن، بخلاف الوقف على المشدد الذى قبله ألف نحو: الدّوآبّ [الأنفال: ٢٢] وصوآفّ [الحج: ٣٦]؛ لأن الألف للزوم حركة ما قبلها قوى المد بها فصارت لذلك (٤) بمنزلة المتحرك، والواو والياء بتغيير حركة ما قبلهما وانتقالهما خلص السكون بهما؛ فلذلك يمكن التقاء ساكنين بعد (٥) الألف فى الوقف، بخلاف الواو والياء؛ لخلوص سكونهما، وكون الألف بمنزلة حرف محرّك.
انتهى.
وهو مما انفرد به، ولم يوافقه أحد على التفرقة بين هذه السواكن، ولم يوجد له كلام نظير هذا، ولا يخفى ما فيه، والصواب: الوقف على ذلك [كله] (٦) بالتشديد، وبالروم بشرطه؛ فلا تجتمع السواكن المذكورة، على أن الوقف بالتشديد ليس كالنطق بساكنين.
وقد تقدم [لغز] (٧) للجعبرى [رحمه الله وأرضاه] (٨).
(أ) يا معشر القرّاء حيّيتم | من ربّكم بالعفو والمغفرة |
إنّا رأينا الرّوم فى جرّهم | ممتنع فى كلّ ما يذكره |
(١) فى م: كذلك.
(٢) فى م: فائدة، وفى ص، د: فإذا.
(٣) سقط فى م.
(٤) فى م، ص: كذلك.
(٥) فى م: معه.
(٦) سقط فى ص.
(٧) سقط فى م، ص.
(٨) زيادة من م، ص.