هذا هو الفصل الخامس فى أمور تتعلق بالختم
منها أنه ورد نصّا عن (١) ابن كثير أنه إذا انتهى فى آخر الختمة إلى سورة الناس قرأ الفاتحة وخمس آيات من [أول] (٢) البقرة على عدد الكوفيين هو إلى المفلحون [البقرة:
٥] [وفاعل هذا يسمى: الحالّ المرتحل] (٣).
قال الدانى: ولابن كثير فى فعله هذا دلائل (٤) من آثار مروية ورد التوقيف فيها عن النبى صلّى الله عليه وسلّم وأخبار مشهورة مستفيضة جاءت عن الصحابة، والتابعين، والخالفين.
ثم قال: قرأت به على عبد العزيز، ثم ساق سنده إلى البزى إلى ابن عباس عن أبى بن كعب- رضى الله عنهما- عن النبى صلّى الله عليه وسلّم أنه كان إذا قرأ «قل أعوذ برب الناس» افتتح من «الحمد» ثم قرأ من البقرة إلى وأولئك هم المفلحون ثم دعا بدعاء الختمة، ثم قام (٥).
وساق الحافظ أبو العلاء فى آخر «مفرداته» طرقا كثيرة لهذا الحديث ليس هذا موضع ذكرها وصار العمل على هذا (٦) فى جميع الأمصار فى رواية ابن كثير وغيرها حتى لا يكاد أحد يختم ختمة إلا شرع فى الأخرى سواء ختم ما شرع فيها [أم لا، نوى ختمها] (٧) أم لا، بل جعل ذلك عندهم سنة الختم يسمون فاعل هذا: الحال (٨) المرتحل، أى: الذى حل فى قراءته آخر الختمة وارتحل إلى ختمة أخرى.
وقال السخاوى وجماعة: أى: الذى يحل فى ختمة عند فراغه من [أخرى] (٩) مراحل هذا الحديث فى «جامع الترمذى» عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رجل:
يا رسول الله، أى العمل أحب إلى الله؟ قال: «الحالّ المرتحل» (١٠) [أى: عمل
_________
(١) فى ز: على.
(٢) سقط فى ص.
(٣) زيادة من م، ص.
(٤) فى ص: دليل.
(٥) فى م، ص: قال.
(٦) فى م، ص: العمل بها على هذا.
(٧) سقط فى م، ص.
(٨) فى ص: ذلك عندهم الحال.
(٩) سقط فى م، ص.
(١٠) أخرجه الترمذى (٥/ ٦٣) كتاب القراءات (٢٩٤٨) والطبرانى فى الكبير (١٢٧٨٣) وأبو نعيم فى الحلية (٦/ ١٧٤) والمزى فى تهذيب الكمال (٣٠/ ٣٨٥ من طريق زرارة بن أوفى عن ابن عباس.
وقال الترمذى: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه وإسناده ليس بالقوى.
وأخرجه الترمذى (٢٩٤٨ م) عن زرارة بن أوفى مرسلا وقال: هذا عندى أصح من حديث نصر ابن على عن الهيثم بن الربيع، وذكره الهندى فى الكنز (٢٨١٤) وعزاه للبيهقى فى الشعب عن ابن عباس، وانظر رقم (٢٨١٢، ٢٨١٣).)


الصفحة التالية
Icon