وقد روى فى كتاب «فضائل الأعمال» وفى كتاب «الشمائل»: أن النبى صلّى الله عليه وسلّم كان يقول عند ختم القرآن: «اللهم ارحمنى بالقرآن واجعله لى إماما وهدى ونورا ورحمة، اللهم ذكرنى منه ما نسيت وعلمنى منه ما جهلت وارزقنى تلاوته آناء الليل [وأطراف] (١) النهار، واجعله لى حجة يا رب العالمين» (٢).
قال المصنف: ولا أعلم أنه ورد عن النبى صلّى الله عليه وسلّم فى ختم القرآن غيره، وأما غيره فصح عنه صلّى الله عليه وسلّم أدعية جامعة لخيرى الدنيا والآخرة فمن ذلك: «اللهم إنى عبدك [ابن عبدك]، وابن أمتك، ناصيتى بيدك، ماض فى حكمك، عدل فى قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته فى كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به فى علم الغيب عندك- أن تجعل القرآن [العظيم] (٣) ربيع قلبى، ونور صدرى (٤)، وجلاء حزنى، وذهاب غمى. [فما دعا به أحد] (٥) إلا أذهب الله همه، وأبدله مكان حزنه فرحا» (٦). «اللهم أصلح لى دينى الذى هو عصمة أمرى وأصلح لى دنياى التى فيها معاشى، وأصلح لى آخرتى التى فيها معادى واجعل الحياة زيادة [لى] (٧) من كل خير، واجعل الموت راحة لى من كل شر» (٨).
وفى مسلم: «اللهم اغفر لى هزلى وجدى وخطئى وعمدى وكل ذلك عندى» (٩).
وفيه: «يا من لا تراه العيون، ولا تخالطه الظنون، ولا يصفه الواصفون، ولا تغيره
_________
(١) سقط فى ز.
(٢) انظر: المغنى للعراقى (١/ ٢٧٩) وإتحاف السادة للزبيدى (٤/ ٤٩٢).
(٣) سقط فى ز.
(٤) فى م: بصرى.
(٥) ما بين المعقوفين زيادة من م، ص.
(٦) أخرجه أحمد (١/ ٣٩١، ٤٥٢) والحاكم (١/ ٥٠٩) وأبو يعلى (٩/ ١٩٨، ١٩٩) (٥٢٩٧) وابن حبان (٢٣٧٢، موارد) والطبرانى فى الكبير (١٠/ ٢٠٩، ٢١٠) (١٠٣٥٢) والبزار (٤/ ٣١) (٣١٢٢ عن عبد الله بن مسعود.
وقال الهيثمى فى المجمع (١٠/ ١٨٩، ١٩٠): رجال أحمد وأبو يعلى رجال الصحيح غير أبى سلمة الجهنى وقد وثقه ابن حبان.)
(٧) سقط فى م، ص.
(٨) أخرجه مسلم (٤/ ٢٠٨٧) كتاب الذكر والدعاء وباب التعوذ من شر ما عمل (٧١/ ٢٧٢٠) والبخارى فى الأدب المفرد (٦٦٨).
(٩) أخرجه البخارى (١٢/ ٤٩٣) كتاب الدعوات باب قول النبى صلّى الله عليه وسلّم (٦٣٩٨، ٦٣٩٩) ومسلم (٧٠/ ٢٧١٩) عن أبى موسى بلفظ: «اللهم اغفر لى خطيئتى وجهلى وإسرافى فى أمرى وما أنت أعلم به منى اللهم اغفر لى جدى وهزلى وخطئى وعمدى وكل ذلك عندى اللهم اغفر لى ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به منى أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شىء قدير».