وقرأ بالإسكان له صاحب «العنوان» و «التبصرة» و «الشاطبية» وسائر المغاربة والمصريين (١).
واختلف فى عندى أولم بالقصص [الآية: ٧٨] عن ذى دال (دونا) ابن كثير:
فروى جمهور المغاربة والمصريين عنه الفتح من روايته، وهو الذى فى «التبصرة» و «التذكرة» و «الهداية» (٢)، وهو ظاهر «التيسير»، والذى قرأ به الدانى من روايتى البزى وقنبل إلا من طريق أبى ربيعة عنهما فبالإسكان.
وقطع جمهور العراقيين للبزى بالإسكان ولقنبل بالفتح، وهو الذى فى «المستنير» و «الإرشاد» و «الكفاية الكبرى» و «التجريد» و «غاية الاختصار» وغيرها.
والإسكان عن قنبل من هذه الطرق عزيز، وقد قطع به سبط الخياط فى «كفايته» من طريق ابن شنبوذ وفى «مبهجه» من طريق ابن مجاهد؛ ولذلك قطع له به الهذلى من هذين الطريقين وغيرهما، وهو رواية أبى ربيعة عنه.
وأطلق الخلاف عن ابن كثير الشاطبى والصفراوى، وكلاهما صحيح، غير أن الفتح عن البزى ليس (٣) من طريق «الشاطبية» و «التيسير» وكذلك (٤) الإسكان عن قنبل.
وجه الموافق ممن خالف: الجمع ومناسبة أرهطى [هود: ٩٢] ب رهطك؛ ولهذا اغتفرت الكسرةو [ما لى ب ما لى لا] (٥) معا معى (٦) مع غير الهمز؛ فصار المختلف فيه للأربعة باعتبار عندى خمسة وعشرين، ولغير الأربعة بها أيضا عشرة، ويبقى المندرج فى العموم للأربعة أربعة وستين ياء، ثم كمل فقال:
ص:

ترحمنى تفتنّى اتّبعنى أرنى واثنان مع خمسين مع كسر عنى
ش: (ترحمنى) فاعل (تسكنا) آخر المتلو، وعاطف الثلاثة بعده مقدر، و (اثنان) مبتدأ، و (مع خمسين) حال، و (مع كسر) خبر أو متعلقه، و (عنى) إما خبر ثان، أو هو الخبر وما قبله حال أيضا.
أى: أسكن القراء العشرة من هذه الطرق ياء: وإلّا تغفر لى وترحمنى أكن [هود:
٤٧] ولا تفتنى ألا [التوبة: ٤٩] وفاتّبعنى أهدك [مريم: ٤٣] وأرنى أنظر [الأعراف: ١٤٣].
وجه إسكان المسكن: الجرى على أصله.
ووجه إسكان الفاتح: الجمع بينهما على عدم وجوب الفتح عندهم مع الهمزة، ومناسبة
_________
(١) فى د: والمصرية.
(٢) فى م: والعنوان.
(٣) فى م: يسير.
(٤) فى ز: فلذلك، وفى د: ولذلك.
(٥) سقط فى م.
(٦) فى م: وهى معى.


الصفحة التالية
Icon