وتحذر من البدع المفرقة لها " قال r ( يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ إلى النار) (الترمذي كتاب الفتن)
ويقول: إنه من فارق الجماعة شبراً فمات مات ميتة جاهلية " حديث ابن عباس عن النبي - ﷺ - (عليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية)
وعندما جمع الأمة على حاكم واحد دعّم هذا الحكم فجعل للأمة قبلة واحدة، وكتاباً واحداً، ومُشرّعاً واحداً هو النبي - ﷺ - جمعهم على هدف واحد، وتفكير واحد، وآداب وأخلاق واحدة، وسياسة واحدة، جعلهم على أمر واحد لا يختلف عليه اثنان) (الإسلام وأوضاعنا السياسية ص ٢٤٧ للشيخ عبدالقادر عودة).
والمسألة لم تكتف بتوثيق هذه الوحدة في دستور الدولة بل أصبحت حقيقة قرآنية. أصبحوا أخلاقاً (إنما المؤمنون إخوة) الحجرات ١٠ وجعلها نعمة من الله أن كانوا (أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) الحجرات ١٠
فالمؤمنون إخوة كما قال سبحانه. وكما قال r يا أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمى على عربيّ ولا لأحمر على أسودّ، ولا لأسود على أحمر إلاّ بالتقوى) رواه أحمد في
المسند ٥/ ٤١١
وأسباب الاختلاف كثيرة منها
التعصب لرأى أو مذهب. وترى غيره باطلاً، كنت محاضراً بجامعة القاهرة ١٩٧٣واستضفنا داعياً كبيراً فنناقشنا قضيّة فقهيّة كثر فيها اختلاف العلماء، وأجاد التعليل لما يراه حقاً حسب مذهبة، ثم ضغط على ظهر المقعد الذي يجلس عليه، وقال (فماذا بعد الحقّ إلا الضلال) يونس ٣٢ فسألته وأنا ابتسم: ما هو الحق الذي ليس بعده إلا الضلال؟
ففهم الشيخ ما وقع فيه من خطأ بسبب غروره.
وأسأل: ما هو الحق الذي ليس بعده إلاّ الضلال؟