ومن يقرأ الحوار الذي كان بين الإمامين - الإمام الليث بن سعد - إمام مصر والإمام مالك - رضي الله عنهما - يرى صورة من ودّ العلماء وحرصهم على وحدة الأمة مع اختلافهم في الرأي، ثم كلّ إمام كان يقول: قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيرى خطأ يحتمل الصواب.
وسألوا أبا يوسف - صاحب أبي حنيفة - سئل: هل تصلّي خلف الإمام مالك وقد نزل منه دم ولم يتوضأ؟
قال: كيف لا أصلى خلف الإمام مالك؟
والإمام الشافعي في بغداد ترك القنوت في صلاة الصبح ولما سئل قال: احتراما لقبر أبي حنيفة. رضي الله عنهما - أي احتراما لاجتهاده.
والعلماء يقولون: اختلاف الرأي رحمة
لأنه يعطى صاحب المشكلة أكثر من حل ّ.
أليس ذلك أرحم من حتميّة الحلّ الواحد الذي يطلبه بعض الشباب في هذه الأيام؟
لقد عاصر سيدنا إبراهيم النبي لوط فاختلفا في التعبير عن إكرام ضيف إبراهيم من الملائكة.
إبراهيم عبّر عن الكرم بذبح عجل سمين. ولوط عبّر عن الكرم بما جاء في قوله تعالى " ولما جاءت رسلنا لوطاً سيء بهم وضاق بهم ذرعاً وقال هذا يوم عصيب " سورة هود ٧٧
إن قمّة الكرم أن يقف الإنسان مع الحقّ ويقول للباطل (أليس منكم رجل رشيد) سورة هود ٧٨
* وأرسل الله داود وسليمان ولده في عصر واحد في سورة الأنبياء آية ٧٨
(وداود وسليمان إذا يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين. ففهمناها سليمان)
حدث الاختلاف بين داود وبين ابنه.
فإذا اختلف الأنبياء فكيف لا يختلف الأئمة؟
حادثة في حياتي..
كنت على سفر من صلالة للقاهرة وكانت معي ابنتي. وفي مسقط وعلى بعد ألف وثلاثين كيلو. تبين أنني نسيت أن آخذ بصماتها للداخلية العمانية فقال مسؤول الجوازات لا بد من رجوعكم إلى مسقط لأخذ البصمات هناك.
فقال موظف آخر يذهب الشيخ إلى مكتب البصمات في مسقط على بعد كيلو مترات.


الصفحة التالية
Icon