الحسنة، إنه لا بد من استخدامهما في كل دعوة لأي إنسان كان، إذ استخدام واحدة دون الأخرى لا يحقق الغاية ولا يوصل الدعوة.
الحكمة: هي الدعوة الفكرية: بأن يعرض فكرته على المدعو بهدف إقناعه بها، وأن يخاطب في هذا العرض عقله وفكره. لأن الحكمة: إصابة الحق بالعلم والعقل. فيستخدم الداعية العلم والعقل في عرض الدعوة، ويؤثر في هذا على الناحية العلمية والعقلية عند المدعو. وعندما ينجح في هذا الأمر يكون قد أوجد عند المدعو قناعةً عقلية، وقبولاً نظرياً. فإذا اكتفى بهذه الخطوة فلن يحصل على ثمرةٍ عملية، ولا يحقق هدفاً عملياً من دعوته، لأن المدعو يبقى في دائرة الاقتناع النظري.
الموعظة الحسنة: وهي المرحلة الثانية في الدعوة، ولا بد أن يقوم بها كل داعية يحترم نفسه ودعوته، ويريد إيجاد الأهداف العملية الواقعية. والموعظة هي التذكير بالخير فيما يرق له القلب. يعني أن يخاطب قلب المدعو بما رقَّ ولَطُفَ وحَسُن، يعني أن يوصل المعلومات التي ألقاها في عقل المدعو إلى قلبه، يعني أن يشارك قلبُ المدعو عقلَه الاقتناعَ والرضا والقبول للدعوة. فإذا تمت هذه المشاركة، أثَّر القلب على باقي الكيان، فقام المدعو بخطوة عملية خارجية وهي أن يدخل في الدعوة ويلتزم بها.
قال الزمخشري في تفسير الآية: ﴿اُدْعُ إِلى سَبيلِ رَبِّك﴾ -أي الإسلام- ﴿بالحكمة﴾ بالمقالة المحكمة الصحيحة، وهي الدليل الموضح للحق المزيل للشبهة.
والموعظة الحسنة: وهي التي لا يخفى عليهم أنك تناصحهم فيها، وتقصد ما ينفعهم فيها.
ويجوز أن يريد القرآن: أي اُدعهم بالكتاب الذي هو حكمة وموعظة