الصحابة يصوبون بعض المفاهيم القرآنية
كانت لصحابة رسول الله ﷺ مواقف فريدة، تتجلى فيها حراستهم لحسن الفهم للقرآن، وتصدّيهم لأي فهم خاطئ لآياته، أو تفسيرٍ باطلٍ لها، أو حملٍ لها على ما لم تدل عليه، ولا توحي به.
كانوا يعيشون دائماً بين المسلمين، ويقدمون لهم المفاهيم القرآنية الصائبة، والتفسيرات القرآنية الصادقة، ويراقبون صلتهم بالقرآن، فيصحِّحون هذه النظرة، ويصوِّبون ما قد يصدر عنها من أفهامٍ وآراء.
وقد سجَّلت لنا كتب الحديث، أمثلةً واضحةً لهذه الحراسة الإِيمانية الحيَّة من قبل الصحابة، والتصويبات الفذة لأفهام بعض المسلمين تجاه آيات من القرآن.
ونقدم فيما يلي مجموعةً من هذه الأمثلة والشواهد، لنضيفها إلى ما ذكرناه من قبل، من تصويبات للرسول ﷺ لبعض المفاهيم والمعاني والدلالات، التي قد أُخذت من بعض الآيات.
١ - عائشة تصوب لعروة معنى السعي بين الصفا والمروة
روى البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ومالك، عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما، قال: سألتُ عائشة رضي الله عنها، فقلتُ لها: أرأيت قول الله: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ