قومهم، وظنوا أي أيقنوا أن قد كذبوهم جاءهم نصرنا، أي جاء الرسل نصرنا.
...
٨ - ابن مسعود وآيات الدخان
روى البخاري ومسلم والترمذي عن مسروق بن الأجدع قال: كنا جلوساً عند عبد الله بن مسعود -وهو مضطجع بيننا- فأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن: إن قاصاً عند أبواب كندة يقص، ويزعم أن آية الدخان تجيء فتأخذ بأنفاس الكفار، ويأخذ المؤمنين منها كهيئة الزكام.
فقال عبد الله -وجلس وهو غضبان- يا أيها الناس: اتقوا الله، من علم منكم شيئاً فليقل بما يعلم، ومن لا يعلم فليقل الله أعلم، فإنه أعلم لأحدكم أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم، فإن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ﴾.
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما رأى من الناس إدباراً قال: اللهم سبعٌ كسبع يوسف.
وفي رواية: أن رسول الله ﷺ لما دعا قريشاً كذبوه، واستعصوا عليه فقال: اللهم أعِنِّي عليهم بسبعٍ كسبع يوسف. فأخذتهم سَنَةٌ حصَّتْ كل شيء، حتى أكلوا الجلود والميتة من الجوع، وينظر إلى السماء أحدهم، فيرى كهيئة الدخان.
فأتاه أبو سفيان فقال: يا محمد. إنك جئت تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم، وإن قومك قد هلكوا، فادع الله عز وجل لهم.


الصفحة التالية
Icon