ويمكن أن نعمِّمها على الواجبات الأخرى، التي رخص الشرع فيها لغير المستطيع، مثل إفطار المريض والمسافر، ومثل قصر الصلاة للمسافر، وسقوط الزكاة عن غير القادر، وغير ذلك.
﴿اتقُوا اللهَ ما اسْتَطَعْتُمْ﴾: يفسرها قوله: ﴿اتَقُوا اللًهَ حَقً تُقاتِه﴾، و ﴿اتقوا اللهَ حَق تُقاتِه﴾: وضَّح معناها سلفنا الصالح.
روى ابن جرير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ﴿اتقوا اللهَ حَق تُقاتِه﴾، أن يُطاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا يُنسى، ويُشكر فلا يُكفر.
وروى ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ﴿اتَّقوا اللهَ حَق تُقاتِه﴾: لم تُنسخ. ولكن حق تقاته: أن يجاهدوا في الله حق جهاده، ولا تأخذهم في الله لومة لائم، ويقوموا لله بالقسط، ولو على أنفسهم وآبائهم وأمهاتهم.
ومما تجدر ملاحظته في الآية أنها تركت " التقوى " مبهمةً مطلقةً: ﴿اتَقوا اللهَ حَق تُقاتِه﴾، وإبهامها وإطلاقها ليبقى المؤمن مستمراً في تحقيقها والتلبس فيها، وليبقى يتدرَّج في منازلها، ويترقّى في مدارجها، ويتنقَّل في آفاقها.
وليتمّ التفاوت بين المتقين، بمقدار ما يبذلونه من جهد في تحقيقها، والحياة بها، واستمرار التلبس بها.
كذلك يواجهنا تعقيب الآية: ﴿وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمون﴾، حيث تأمر المسلم أن لا يموت إلا وهو مسلم. فكيف يفعل هذا، والموت قادم، يأتيه فجاة بدون سابق إنذارٍ أو وعدٍ أو تهيئة؟!. إن معنى هذا أن يبقى متلبساً بحالة التقوى الحقة، ملتزماً بالطاعة والعبادة، متجافياً عن المعاصي، تاركاً للذنوب. لا يخرج عن هذه الحالة الإيمانية العالية لحظةً من حياته، لأنه