يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ إِنِّي خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى". (١)
المبحث الثالث: بيان وجه التعارض بين الآيات والأحاديث:
ظاهر الآيات الكريمة جواز التفضيل بين الأنبياء والرسل عليهم السلام، وأما الأحاديث ففيها النهي عن ذلك، وهذا يُوهِم خلاف الآيات. (٢)
المبحث الرابع: مسالك العلماء في دفع التعارض بين الآيات والأحاديث (٣):
أجمع العلماء على أنَّ الأنبياء بعضهم أفضل من بعض، وأجمعوا على تفضيل الرسل منهم على الأنبياء؛ لتميزهم بالرسالة التي هي أفضل من النبوة، وأجمعوا على تفضيل أولي العزم منهم على بقيتهم، وعلى تفضيل نبينا محمد - ﷺ - على الجميع. (٤)
وأما أحاديث النهي عن التفضيل بين الأنبياء فإنَّ للعلماء في دفع التعارض بينها وبين الآيات مسلكين:
الأول: مسلك الجمع:
وإليه صار الجمهور من العلماء، لكن اختلفوا في الجمع على مذاهب:
الأول: أنَّ النهي - في الأحاديث - محمولٌ على ما إذا كان التفضيل
_________
(١) أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الأنبياء، حديث (٣٢٣١).
(٢) انظر حكاية التعارض في الكتب الآتية: مشكل الآثار، للطحاوي (١/ ٥٧)، وتفسير ابن كثير
(٣/ ٥٠)، وفتح القدير، للشوكاني (١/ ٤٠٧).
(٣) انظر: أحاديث العقيدة، للدبيخي (٢/ ٥٦١).
(٤) انظر: لوامع الأنوار البهية، للسفاريني (١/ ٤٩ - ٥٠)، ومفاتيح الغيب، للرازي (٦/ ١٦٥)، والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، ص (٨)، ومجموع الفتاوى (١٤/ ٤٣٢)، كلاهما، لابن تيمية، وتفسير ابن كثير (٣/ ٥٠)، واللباب في علوم الكتاب، لابن عادل (٤/ ٢٩٨)، ومعترك الأقران في إعجاز القرآن، للسيوطي (٣/ ٢٦).