تفسير قوله تعالى: (ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونة)
قال تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ﴾ [النور: ٢٩].
هذا نوع آخر: فهي بيوت غير مسكونة فيها متاع لكم، مثل فنادق النزول والدكاكين والمتاجر والمكاتب والإدارات، وفي كل هذا متاع، أي: شيء تستمتعون به بيعاً أو شراء، أو نزولاً أو أخذاً وعطاء، وهي ليست مسكونة، وليس فيها نساء، وعادة تكون الأبواب مشرعة ومفتوحة، ومجرد فتح الأبواب إذن بالدخول، خاصة وأنت تعلم أنه ليس هناك نساء، فإذا كان المكان فتح للتجارة أو الفندق فتح للنزول، أو فتح المكان لعمل من الأعمال كمصنع أو معمل أو متجر أو أي شيء من هذا القبيل فـ ((لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا))، وكلمة (بيت) تشمل كل ما تقيم فيه وتجلس، (غير مسكونة) أي: ليست للسكنى وإنما أعدت لشيء آخر غير السكنى، كأن تكون أعدت للصناعة أو التجارة أو المتاع.