تفسير قوله تعالى: (فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا)
قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا﴾ [الكهف: ٦٢].
فلما جاوزا: أي: تجاوزا المكان الذي نسيا فيه الحوت.
قوله تعالى: ﴿قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا﴾ [الكهف: ٦٢] غضب موسى فهو من فطرته وطبعه غضوب، حيث تحاج مع آدم ودار بينهما كلام، وكان بينه وبين قومه وهارون كلام، وأخذ بلحيته يجره إليه، ورمى الألواح التي أتى بها عن موعد ربه بعد أربعين يوماً فكسرها، ولطم ملك الموت ففقأ عينه، وانتصر لإسرائيلي على خصمه في مصر فضرب قبطياً فقتله، قال تعالى: ﴿فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ﴾ [القصص: ١٥] بضربة واحدة بيده، فكان قوياً، ولا تنسوا قصته مع بنتي شعيب عندما جاء إلى البئر ورفع بمفرده صخرة يعجز عنها عشرون رجلاً؛ ولذلك قالت أحداهما لأبيها: ﴿يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ﴾ [القصص: ٢٦].


الصفحة التالية
Icon