تفسير قوله تعالى: (إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم)
وتلك الحياة الدائمة وجد من أنكرها فكفر بيوم البعث والنشور، ولذا قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ﴾ [النمل: ٤].
وهذه عادة القرآن الكريم، ليبقى المؤمن بين الخوف والرجاء، فيجمع الله بين عمل المؤمنين وعمل الكافرين، وبين عذاب الكافرين وبين الرحمة للمؤمنين.
يقول تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ﴾ [النمل: ٤]، فالذين لا يؤمنون بالآخرة ولا يؤمنون بيوم القيامة ولا يؤمنون بالحياة بعد الموت ولا يؤمنون بالبعث، وأصروا على شركهم؛ يزين الله تعالى لهم أعمالهم عذاباً ومحنة.
((فَهُمْ يَعْمَهُونَ)) أي: يعيشون في أمان وفي حيرة وفي تردد وفي ضياع، فيحاولون أن يؤمنوا بذلك ثم يشكون.
ولذلك فهم عمي صم بكم يعيشون عيشة الأعمى، الذي لا يعرف طريقاً أمامه أو خلفه.