تفسير قوله تعالى: (فلما جاءتهم آياتنا مبصرة)
قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ [النمل: ١٣].
لقد جاءت فرعون وقومه آيات الله ومعجزات نبييه الكريمين موسى وهارون مبصرة بينة واضحة، فمن رآها يبصر بها النور ويبصر بها الحق ويميز بها بين الكذب والصدق، وبين الهدى والضلال، فكأنها في حد ذاتها منيرة مبصرة، فما زاد ذلك فرعون وقومه إلا طغياناً وكفراً وعلواً واستكباراً في الأرض، ومع كل هذا الطغيان ﴿قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ [النمل: ١٣].
أي: ليست هذه الآيات إلا سحراً وشعوذة ودجلاً مبيناً واضحاً، وذلك في قلوب هؤلاء الكفرة المظلمة، وعند هؤلاء الذين اشتروا الخير بالشر، واشتروا الظلام بالنور، والضلال بالهدى، فما زادهم ذلك إلا إيغالاً في الكفران والجحود.