تفسير قوله تعالى: (فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به)
قال تعالى: ﴿فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾ [النمل: ٢٢].
قوله: ((فَمَكَثَ)) قرئ في السبع: ((مكُثَ))، أي: أقام مدة قصيرة.
قوله تعالى: ((فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ)) أي: جاء إلى نبي الله سليمان متعالياً عليه على صغره وحقارته يقول له: ((أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ)) أي: جئتك بعلم لا تعلمه أحطت بحذافيره، وعلمت ما يجمعه ويُحيط بقصته بداية.
والإحاطة: العلم بالشيء من جميع جوانبه.
فجاء وهو يقول: قد أحطت بعلم ما سأقوله لك إحاطة كاملة، بحيث جعلت من العلم حوائط تُحيط بما سأقوله لك.
قوله: ﴿وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾ [النمل: ٢٣] لست متردداً فيه ولا شاكاً فيه.
وسبأ في أرض اليمن، وهي قبيلة من قبائل العرب تنتسب إلى قحطان، سكنت اليمن في أرض مأرب على مقربة من مدينة صنعاء، ولا تزال تلك الأرض تسمى إلى الآن بمأرب، وسد مأرب الذي ذُكر في القرآن الكريم لا تزال آثاره في اليمن قائمة إلى اليوم، وهو من دقة الصنعة ومن بديع العمل.


الصفحة التالية
Icon