تفسير قوله تعالى: (وإني مرسلة إليهم بهدية)
فكان جوابها: ﴿وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾ [النمل: ٣٥].
قالت لهم -لتستخبرهم وتستشيرهم، هل سيوافقون أو يعارضون- بأنها رأت أن ترسل هدية تليق بمقام سليمان ملكاً ونبياً، لتنظر بعد ذلك عندما يرجع مرسلوها ماذا سيقولون، فهل سيقبل سليمان الهدية أم لن يقبلها، فإن قبلها كان ذلك علامة الموافقة والمسالمة، وإن رفضها كان ذلك علامة الحرب.
قال تعالى عنها: ﴿وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ﴾ [النمل: ٣٥] إلى سليمان وجنده ﴿فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾ [النمل: ٣٥]، بأي شيء سيعود رسلي الذين أرسلتهم بهذه الهدية إلى سليمان.
قالوا: وكانت الهدية من الشيء العظيم، الذي يليق بملكين كبيرين، وقد قال الله عنها فيما أخبر به الهدهد: ﴿وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [النمل: ٢٣]، وقال عنها: ﴿وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾ [النمل: ٢٣]، ويكفي أن يوصف عرشها في القرآن بالعظمة، وقد كان ذا مكانة عظيمة، كان ذهباً مرصعاً بالجواهر والزبرجد وأنواع اليواقيت، وأنواع اللآلئ، وكان مفروشاً بالحرير والديباج، وإذا نصبته ووقف جنودها بجانبه يمنة ويسرة تلقي الرعب والهلع والهيبة والاحترام بين رعاياها وأعدائها.
قالوا: فكانت الهدية التي أرسلت لسليمان كذا وكذا جارية، ومائة غلام، ومن أنواع الذهب والفضة والجواهر واللآلئ ما يعد ثمنه بمئات الملايين بتقديرنا في العصر الحاضر.


الصفحة التالية
Icon