تفسير قوله تعالى: (وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين)
قال تعالى: ﴿وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ [النمل: ٧٥].
فما من قضية، وما من مسألة، وما من شيء غائب عن النفس لا يعلمه أحد، غائب عن تصورنا، وعن علمنا، وعن معرفتنا، إلا يعلمه الله، فلا شيء غائب عنه، فهو تعالى يعلم الغائب، ويعلم الحاضر، وكل ذلك مدون في كتاب مبين في اللوح المحفوظ، جفت الأقلام، ورفعت الصحف بما كان ويكون إلى قيام الساعة.
فالذي أعلنوه، والذي أخفوه، وما غابوا عنه ولم يعلموه، أو تظاهروا بالغيبة عنه هو عند الله في اللوح المحفوظ مكتوب مبين واضح، وعلى أساسه يتصرف جند الله من الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.