تفسير قوله تعالى: (قال رب إني ظلمت نفسي)
﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي﴾ [القصص: ١٦].
اعترف أنه ظلم نفسه بقتله من لا يستحق القتل ولغير سبب من أسباب القتل ﴿فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [القصص: ١٦].
ولكن موسى لا يدري أن الله قد غفر له فذاك يحتاج إلى وحي، والوحي لم يأته بعد، فالله غفر الله لأنه قتل من يستحق القتل، لأنه كان كافراً، والكافر والكلب سواء فلا حرمة لدم الكافر ولا لماله ولا لعرضه؛ وهذا معروف من الدين بالضرورة، وإن كان موسى قد رأى أنه قد تسبب بقتل إنسان لا يستحق القتل فقال: (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي) فهذا الموضوع يحتاج إلى استغفار، فرفع يديه بالاستغفار، (فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
فالله هو الغفور وهو الرحيم يغفر عن زلات الزال وعن ذنوب المذنب وعن سيئات المسيء، يرحم ضعفه ويرحم ما قام به في حالة ضعف وغلط وفتنة.