تفسير قوله تعالى: (من جاء بالحسنة فله خير منها)
قال تعالى: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [القصص: ٨٤].
﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا﴾ [القصص: ٨٤] كما قال تعالى: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ [الأنعام: ١٦٠].
أي: من جاء بالحسنة جزي عنها بعشر إلى سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله.
﴿وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا﴾ [الأنعام: ١٦٠] أي: سيئة بسيئة، وقد يغفرها الله ويرحم مرتكبها إن كان موحداً ثم تاب منها.
والحسنة هنا: هي كلمة التوحيد، وهي لا إله إلا الله، ولا شيء أعلى وأخير من (لا إله إلا الله) إلا رؤية الله في الآخرة، فمن مات موحداً يعتقد أن لا إله إلا الله بالجنان ونطق بها اللسان وعملت بها الأركان، يكرمه الله يوم القيامة بدخول الجنان، وبرؤية الله جل جلاله، قال تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ [القيامة: ٢٢ - ٢٣]، عليها نضرة النعيم، وفيها جمال النعمة، وراحة النعمة، ثم تكرم بالنظر إلى وجه الله الكريم.
ومعنى آخر للحسنة أنها بعشر أمثالها، ومن جاء بالسيئة فلا يجزى ولا يكافأ ولا يعاقب ولا يقابل إلا بما عمله، أي: سيئة بسيئة إذا لم يغفرها الله، ولا تغفر السيئة إن كانت كفراً أو شركاً.