تفسير قوله تعالى: (اتل ما أوحي إليك من الكتاب)
قال تعالى: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ [العنكبوت: ٤٥].
والكتاب هو القرآن، والألف واللام للعهد أي: للمعهود ذهنا، فالكتاب الموحى إليك كلام الله، ناسخ الكتب السابقة، والمهيمن عليها.
فالله يأمر نبيه محمداً ﷺ أن يقرأ هذا القرآن ويدعو الناس إليه، ويعرفهم بحلاله وبحرامه وبعقائده، وبآدابه، وبقصصه، وبرقائقه، والعمل بما فيه من أوامر، واجتناب ما فيه من نواهي، وأن يتلوه عبادة، صلاة، وتهجداً، وذكراً، وكذلك المؤمنون من مشارق الأرض ومغاربها.
والأمر الموجه للنبي ﷺ أمر لعموم الناس، برهم وفاجرهم، مؤمنهم وكافرهم، ولكن لا يقبل ذلك إلا ممن آمن بالله، ولو فعله الكافر وهو على كفره لم يقبل منه، وهو مطالب بالإسلام، لأنه من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.
ومنذ برز النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الديار المقدسة وقال: يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً، وجب على كل الخلق في مشارق الأرض ومغاربها، أن يطيعوه ويمتثلوا أمره، وهم أمته؛ إلا أنه من استجاب منهم فهو من أمة الإجابة، ومن لم يستجب فهو من أمة الدعوة، أي: الأمة التي دعاها النبي عليه الصلاة والسلام للإيمان بالله وكتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم.
والتلاوة بمعنى القراءة، والدرس، والشرح والبيان، وكل ذلك تشمله هذه الفقرة الكريمة.