من أنواع لهو الحديث في هذا الزمان
ومن لهو الحديث هذه الأفلام ودور السينما وأنواع الإذاعات والمسلسلات والروايات الضالة الباطلة التي تنشر الفاحشة والكذب والباطل.
وهذه الأفلام العارية الداعرة الفاسدة ينفق عليها المال، وهذه الصحف والمجلات ما أكثرها! وما أقل أن ترى جريدة أو مجلة منها في أرض العرب والمسلمين لا تنشر من الفاحشة ومن الضلال ومن الكفر ومن المعصية ما تحارب به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم! وهناك صحف ومجلات خصصت لهذا فقط، وفيها ما فيها من أنواع الفاحشة والدعوة إليها والسعي عليها، ويقرؤها فتياننا وفتياتنا، وفي ذلك من نشر الفاحشة والسوء والباطل ما تكون هذه الآية في شرحها وبيانها كأنها أنزلت من أجلها وهي كذلك.
قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [لقمان: ٦] فذاك لهو الحديث يشتريه وقد يبالغ فيسافر من أجله ويشتري تلك الأفلام ويجعل لها عرضاً في بيته، ويدعو الناس للتفرج والسهر عليها، وعباد الله المؤمنون في بيت الله يتهجدون لله قائمين وساجدين وذاكرين وعابدين وأولئك مع الشيطان، يهنيهم بفحشهم، وهكذا ليلهم ونهارهم، ويزداد هذا في شهر رمضان، ويجعلون ذلك من السرور واللهو، ويقولون عنه: اللهو البريء، وليس من البراءة في شيء، وإنما هو اللهو الباطل الفاحش الداعر الذي حرمه الله وتضيع فيه الأوقات.
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا﴾ [لقمان: ٦] حتى إذا جاءه مؤمن في تلك الحالة وقال له: يا فلان! إلى متى وأنت تعتكف على هذه الأصوات، ومتى تتزود للآخرة؟ سخر منه وقال له: خذ أنت ذلك الزاد، واربح أنت ذلك الرزق، فلا حاجة لي فيه، فهذا هو الهزء بآيات الله وكتابه، وقائل ذلك مرتد كافر، قد خرج عن الإسلام بذلك.
أما الكافر من أصله فلا يستغرب ذلك منه، إذ ليس بعد الكفر ذنب، وهو بكفره فعل ذلك أو لم يفعله خالد مخلد في النار أبداً سرمداً.