معنى قوله تعالى: (ومما رزقناهم ينفقون)
قال تعالى: ﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾ [السجدة: ١٦].
فالله جل جلاله يقرن كثيراً بين النفقة والعبادة البدنية، فهؤلاء الذين يقومون والناس نيام داعين ربهم مصلين راكعين ساجدين، مسبحين تارة، ومعظمين أخرى، هؤلاء وهم في هذه الحالة لا تكون عبادتهم مقصورة على أنفسهم فقط، بل مما رزقهم الله ينفقون، فيوزعون أموالهم بحسب قدرتهم هكذا وهكذا وهكذا.
فتارة ينفقون أموالهم للزكاة الواجبة، وتارة للصدقة، وتارة للنفقات الواجبة، وتارة للنفقات غير الواجبة على الأقارب والأدنيين من غير الزوجة والأولاد، والوالدين إن لم يكونا محتاجين، فإن كانا محتاجين فهما كالأولاد، فتجب النفقة عليهم.
ولذلك رتب النبي ﷺ ذلك ونظمه وسنه فقال: (ابدأ بنفسك، ثم من تعول).
فزوجتك وأولادك الذين كنت سبب خروجهم إلى هذا العالم، لا يجوز أن تتركهم وهم لا يزالون ضعفاء عاجزين عن أن يقوموا بأنفسهم.
والزوجة هي التي أتت بهؤلاء الأولاد، وهي التي جعلتها وعاء لترزق بهؤلاء الأطفال، ولا يجوز أن تشغلها في وظيفة وتقول لها: ائتيني بالفلوس لتعينيني فلا يفعل هذا رجل فيه شرف أو نخوة.
فيكفي المرأة أنها تقوم في بيتك خادمة ومربية وحاملاً، فهي التي تقوم برعاية الولد ونظافته، ولا يستطيع الرجل ذلك.
ودور الرجل في تربية الولد وتعليمه، والنظر إلى مستقبله والتخطيط له.
فالوالد والوالدة هما طرفان لا تتم حياة الأولاد في الغالب إلا بهما، فإذا ذهب أحدهما -والله هو المختار في خلقه- هيأ تعالى لألئك الأولاد من يقوم مقام الأم إن غابت، أو مقام الوالد إن غاب.


الصفحة التالية
Icon