معنى قوله تعالى: (قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم)
قال الله تعالى: ﴿قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الأحزاب: ١٦].
أي: يا أيها النبي قل لهؤلاء المنافقين الكفرة: ﴿لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الأحزاب: ١٦].
فأنتم تفرون من المعركة خوف الموت والقتل، والموت تابعكم وملاحقكم، وفراركم من الموت لن ينفعكم، ولن تفلتوا من الموت، ولو كنتم في بروج مشيدة.
وإن أنتم عشتم بعد ذلك لا تعيشون إلا أياماً وشهوراً معدودات، فمهما طالت وامتدت فلن تكونوا قد استمتعتم فيها إلا تمتعاً يسيراً، وماذا عسى أن يزيدكم هذا التمتع وقد فررتم من الموت أو القتل؛ ظناً منكم أن أعماركم ستطول وحياتكم ستدوم، وهيهات هيهات ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ﴾ [النساء: ٧٨].
فكيف تفرون من الموت وهو آتيكم، ومن القتل ولا مفر عنه، ولو عشتم فلن تمتعوا ولن تعيشوا إلا يسيراً قليلاً، مع الخزي وغضب الله.