معنى قوله تعالى: (والحافظين فروجهم والحافظات)
قال تعالى: ﴿وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ﴾ [الأحزاب: ٣٥].
أصل كلمة (فرج) الشق، وهي في الأصل كلمة قيلت تكنية عن قبل المرأة والرجل، ودبر المرأة والرجل، فكانت بذلك كناية فقط، ولكن مع كثرة الاستعمال نُسيت الكناية وأصبحت تعتبر تعريفاً أصلياً للعورتين والسوءتين.
وقوله: ﴿وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ﴾ [الأحزاب: ٣٥] معناه: أنهم يحفظون فروجهم عن الحرام، وكما وصفهم الله تعالى في غير ما سورة فقال: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ﴾ [المؤمنون: ٥ - ٦] حفظ الرجال والنساء الفروج عن الحرام، أما على الزوجة والأمة فلا يلام الزوج في زوجته ولا يلام السيد في أمته، ولا تلام الزوجة في زوجها؛ ذاك شيء جعله الله سنة البشرية، سنة الأنبياء والرسل منذ أبينا الأول آدم إلى أبينا المباشر، وبذلك نشر الله تعالى خلقه وعباده من أبناء آدم وحواء، فتناسلوا وكثُرت الذرية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.


الصفحة التالية
Icon