ذكر أولاد رسول الله ﷺ وبناته
ذكرنا أولاد رسول الله ﷺ وقلنا: كان له القاسم وهو الأكبر، وكان له الطاهر، وكان له الطيب، وكان له عبد الله كلهم من خديجة.
وكان له إبراهيم من مارية القبطية المصرية الأمة.
ومن المحقق أن القاسم كان يكنى به عليه الصلاة والسلام قبل النبوة وبعدها.
أما الطاهر والطيب وعبد الله فقد قال البعض: ليسوا إلا واحداً، الطاهر يقال له: الطيب ويقال له: عبد الله.
إذاً: لم يكن له من خديجة إلا ولدان في رأي بعض أهل السير وبعض الأئمة.
والمشهور أنهم ثلاثة: القاسم والطاهر والطيب وإبراهيم ابن مارية.
وكان له أربع بنات عليه الصلاة والسلام: زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة.
أما زينب فزوجت للعاص بن الربيع، ورقية وأم كلثوم زوجتا معاً لـ عثمان، تزوج الأولى ثم ماتت، ثم الثانية ثم ماتت، وقال رسول الله: (لو كان عندي ثالثة لزوجتك بها) وهؤلاء الثلاث توفين في حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام.
أما فاطمة فقد ولدت قبل النبوة بخمس سنوات، وقيل: أكثر، وليس هناك تأكيد، وتزوجها علي بن أبي طالب، ولم يكن لرسول الله ذرية ولا سلالة إلا من فاطمة، ولم يكن من أولادها سلالة إلا من الحسن والحسين، وكان هناك المحسن ولكنه مات صغيراً.
وهناك من كفار مكة من عيروا رسول الله عليه الصلاة والسلام فقالوا: محمد أبتر، أي: لا سلالة له ولا ذرية، فالله قال لهم: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ﴾ [الكوثر: ٣] أي: مبغضك وشاتمك هو الأبتر، وهو الذي سيبتر الله سلالته وذريته، وكان لبعض هؤلاء أولاد وأسباط وبعضهم أسلم، ومع ذلك محق الله ذريتهم لا قبل الإسلام ولا بعده وبقيت ذرية رسول الله عليه الصلاة والسلام وإلى يوم القيامة؛ لأن الله قال عمن قال عنه أبتر: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ﴾ [الكوثر: ٣].
فمن قال: محمد لا ذرية له ولا سلالة له يكون جزاؤه جزاء من قال ذلك من أهل الجاهلية أن يبتره الله من الذرية والسلالة، وأن يفقده الأولاد.