تفسير قوله تعالى: (سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً)
قال الله تعالى: ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا﴾ [الأحزاب: ٦٢].
أي: هذه سنة الله.
و (سنة) منصوبة على المفعولية المطلقة، أي: سن الله سنة، ثم هي سنة الله في الأولين والآخرين من المنافقين.
والأنبياء السابقون وأتباعهم أمروا بتقتيل أو طرد كل من نافق وكل من نشر الفساد والإرجاف، وكل من حاول أن ينتهك أعراض المسلمين، كما أمر نبينا عليه الصلاة والسلام بتقتيلهم وتدميرهم وطردهم عن جواره.
فقوله: ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ﴾ [الأحزاب: ٦٢] أي: سنة الله وحكم الله ودين الله في معاقبة هؤلاء، وفيمن مضوا من الأمم السابقة.
وقوله: ﴿وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا﴾ [الأحزاب: ٦٢] أي: لن تجد يا رسول الله في سنة الله وحكمه تبديلاً أو تغييراً، وهذا ما اتفقت عليه جميع الشرائع السماوية، وجميع الأنبياء والرسل عليهم صلاة الله وسلامه في مكافحة الفساد وعقوبة المفسدين، والله لا يأمر بالفحشاء، فلم يأت دين من الأديان يأمر بالزنا والفاحشة، ولا بالفساد بأنواعه، ولذلك فإن جريمة الزنا جريمة الاغتصاب والأخذ بالعنف والقوة وقطع الطريق، والاعتداء على العقائل والكرائم من المؤمنات المسلمات هي كما أمر بها رسول الله ﷺ في الآخرين، وهي الأمر والسنة الإلهية في الأمم السابقة، ولن تغير ولن تبدل سنة الله في الأمر بترك الفواحش والعقوبة لأهلها من قتل وطرد وصلب وقطع أيد وأرجل من خلاف.


الصفحة التالية
Icon