فضل سورة يس
سورة يس سورة مكية، وقد اشتملت على ثلاث وثمانين آية، ونزلت كلها في المدينة إلا جزءاً من آية قيل نزلت في المدينة، وستأتي ونبينها بإذن الله، ولكن الإجماع على أن كل آياتها نزلت في مكة.
وقد ورد في فضلها وخصائصها ومزاياها أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن الجماهير من الصحابة.
فعن أبي بكر وأنس وأبي هريرة وأم الدرداء وأبي قتادة الأنصاري رضي الله عنهم جميعاً كما عند أصحاب السنن والحاكم في المستدرك وقال: صحيح ولم يخرجاه، قال عليه الصلاة والسلام: (اقرءوا يس على موتاكم).
وقال صلى الله عليه وسلم: (من قرأ يس ليلة غفر له ما تقدم من ذنوبه، ومن قرأ يس مساء بات في مسرة وفرح إلى أن يصبح، ومن قرأ يس صباحاً ظل نهاره في مسرة وفرح إلى أن يمسي).
قال ابن عطية الأندلسي وغيره من المفسرين: جربنا هذا فصحّ، وصدق الصادق المصدوق صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (اقرءوا يس على موتاكم؛ فإنها تخفف من عذابهم، تخفف من سكراتهم).
وعن أبي بكر رضي الله عنه قال: من ذهب يوم الجمعة إلى زيارة أبويه أو أحدهما فقرأ عليه أو عليهما يس كان ذلك مغفرة لهما أو له.
وقراءة يس تعدل بقراءة جميع كتاب الله، جاء ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يس لما قرئت له كزمزم)، فمن قرأ يس بنية الفرج فرج الله عنه، ومن قرأها بنية الشفاء شفاه الله، ومن قرأها بنية الغنى أغناه الله، ومن قرأها على امرأته إذا عسرت ولادتها يسر الله عليها ذلك، ومن قرأها بنية التوبة تاب الله عليه.
وقال عليه الصلاة والسلام: (لكل شيء قلب، وقلب القرآن يس).
وما كانت يس قلب القرآن إلا لأنها مشتملة على التوحيد، والأوامر والنواهي، وقصص المؤمنين وقصص الكافرين، ومع قصر آياتها وقلة صفحات كتابتها فقد شملت كل معاني القرآن من قصص، ومن عقائد، ومن أحكام، ومن آداب ورقائق، ومن كلام على الدنيا والآخرة، ومن حديث عن سكان جهنم وسكان الجنة، وما سيلقى الكافر من عذاب يوم القيامة، وما سيلقى المؤمن من رضاً ورحمة يوم القيامة.