تفسير قوله تعالى: (الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً)
قال تعالى: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ﴾ [يس: ٨٠].
وهذه الحجة حجة أخرى قاطعة، فهذا المنظر يراه كل إنسان، فالأرض ييبس ورقها، وإذا بفصل الربيع يأتي، فتعود الحياة إلى الشجر، ومن هذه الأشجار نأخذ حطباً نطبخ عليه الأكل، فصارت هذه الأخشاب بعد الخضرة مادة للنار بعد أن كان فيها الماء، فالله تعالى هو الذي خلق من الماء والشجر، وخلق من الشجر ناراً، ولولا هذه النار لكنا في غاية ما تكون المشقة، فجعل الله لنا من هذا الشجر الأخضر ناراً ننضج بها اللحم، وننضج بها الخبز.
فالله جل جلاله يعلمنا كيف نتكلم وكيف ندعو إلى الله، فنخاطبهم بلغة العقل بما يعجزهم عن الجواب وعن الرد ويدحض شركهم، فضرب تعالى لنا الأمثال في خلق الإنسان من نطفة إلى جسد شريف، ومن الشجر الأخضر الذي يصير إلى نار موقدة.