تفسير قوله تعالى: (بل الذين كفروا في عزة وشقاق)
قال تعالى: ﴿بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ﴾ [ص: ٢].
بل: حرف إضراب، وهو صرف الكلام الماضي واعتماد كلام آت، أي: دعك من كفر الكافرين وشرك المشركين، وكوننا أقسمنا على صدق نبينا فهذا حق لا مرية فيه، ولكن مع هذا ﴿بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ﴾ [ص: ٢] فالكفار هؤلاء الذي أوحى لهم بهذا الوحي الشيطاني في تكذيب الرسالة المحمدية والكتاب المنزل عليه هو كفرهم وشركهم ووثنيتهم وما هم عليه من عزة، والعزة هنا: تكبرهم، واعتزازهم بأنفسهم، وتعاظمهم على الله ورسوله.
(وشقاق) أي: شاقوا الرسول وعصوه وخالفوه، فكان النبي ﷺ والمسلمون في شق، إذ انشقوا عليه، وخرجوا عن طريق المؤمنين إلى طريق الكافرين، فخرجوا عن طريق المصدقين إلى طريق المكذبين، بل علة هؤلاء كفرهم وتكبرهم وعصيانهم ومخالفتهم، وشقاقهم على رسول الله ورسالته، فليس الأمر أمر دليل أو برهان، أو وحي أو كتاب، ولكنهم في أنفسهم لم يعجبهم إلا الكفر، ولم يؤمنوا إلا بسلطانه، فابتعدوا عن حزب الله، وكانوا من أحزاب الشيطان.


الصفحة التالية
Icon