تفسير قوله تعالى: (فليذوقوه حميم وغساق وآخر من شكله أزواج)
قال تعالى: ﴿هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ * وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ﴾ [ص: ٥٧ - ٥٨].
تقول لهم ملائكة النار: ذوقوا ما فيها من الحميم وهو الماء الحار، الذي بلغ شدة حرارته منتهاها، فإذا عطشوا شربوا هذا الحميم، وإذا أرادوا أن يتنظفوا غرقوا في هذا الحميم.
والغساق: هو سيلان القيح من هؤلاء المعذبين المحترقين، ويكون بارداً برودة الزمهرير، فهم بين زمهرير قاتل ولا موت، وبين حميم قاتل ولا موت، يتنقلون في العذاب بين الحرارة الشديدة والبرودة الشديدة، وهم ينتقلون في ذلك من عذاب إلى عذاب.
ويزيدهم الله فيقول: ﴿وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ﴾ [ص: ٥٨]، أي: أنواع أُخر من عذاب الله من مثل وشبه الحميم والبارد، و (أزواج) أنواع وأشكال.
فقوله: ﴿وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ﴾ [ص: ٥٨] وآخر من عذاب الله من أشكال ذاك الأضداد التي هي حميم وبارد.