تفسير قوله تعالى: (وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين)
فترك إبراهيم بعد ذلك البلدة وهاجر منها: ﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ [الصافات: ٩٩] أي: سأذهب مهاجراً إلى الله في أرض لا أقاتل فيها، ولا يحضر على الإنسان أن يدعو فيها إلى الله، وهكذا ترك العراق وذهب إلى أرض الشام إلى حران واتخذها مهجراً ومقاماً، فدعا إلى الله ما شاء، فآمن به من كتب لهم العز والنصر والعاقبة الطيبة، ومن كفر به ألحقه الله بالأولين من الضالين.
﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ [الصافات: ٩٩]، ذهب فوجد نفسه غريباً، لا قريب ولا تابع ولا بعيد، لا زوجة ولا ولد، فقال: ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [الصافات: ١٠٠].
فدعا الله أن يهب له ولداً، وأن يكون من الصالحين؛ ليأنس به، وليجدد به سلالته، قال: ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [الصافات: ١٠٠].


الصفحة التالية
Icon