تفسير قوله تعالى: (فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون)
ثم قال تعالى: ﴿فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ * أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ﴾ [الصافات: ١٤٩ - ١٥٠].
الله يقول: سل يا محمد! من يعبد الجن والملائكة ويقول: هم بنات الله، لماذا اختاروا الأولاد وتركوا البنات لربهم؟ ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ﴾ [النحل: ٥٨ - ٥٩].
كان الواحد منهم إذا بشر بالأنثى اختفى واستحيا من الناس، وهم في هذه الحالة يفضلون أن يخفوها عن الناس أو يدفنوها حية، وقد كانوا يفعلون ذلك، وليسوا وحدهم بل العالم كله إلى عصرنا، ففي كل يوم تنشر الجرائد عن أوروبا وعن أمريكا وعن اليابان وعن جميع بلاد الكفر: أن النساء يقتلن أطفالهن لتبقى البنت أو لتبقى الشابة في نظرها خفيفة نشيطة لا تترهل بطنها، حتى إن نظام تلك الدول يسمح بالإجهاض وهكذا دواليك، وهذا هو فعل أسلافهم من الكفار والمشركين.
قوله: ﴿أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ﴾ [الصافات: ١٥٠] أي: أم أنهم كانوا حاضرين عندما خلقنا الملائكة؟! فهذا استفهام استنكاري، فهم حتى في شركهم كذابون غشاشون.