تفسير قوله تعالى: (قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم)
قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ [الزمر: ١٥].
أي: اعبدوا ما شئتم من دونه، ولكن اعلموا أن الخاسر والضائع والطريد من رحمة الله حقيقة هو الذي يخسر نفسه وأهله يوم القيامة ويأتي يوم القيامة وقد دخل النار، خسر أهله وفارقهم وفارقوه، إن كانت زوجته في الجنة فقد فارقته، وإن كانت معه في النار فليسوا معاً في مكان واحد، وهيهات أن يضاحكها وأن تضاحكه.
فالخاسرون الذين خسروا أنفسهم فلم يدخلوا الجنة، خسروا أولادهم وزوجاتهم وأموالهم، وخسروا خدمهم وحشمهم وسلطانهم وجاههم في دار الدنيا، وجاءوا الآخرة على أن ينالوا منازلهم من الجنة ومراتبهم من عبادة الله، ولكنهم جاءوا مشركين غير موحدين فلم يلقوا إلا العذاب والطرد من رحمة الله ومن جنته.
قال تعالى: ﴿أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ [الزمر: ١٥] فخسران النفس وخسران الأهل هو الخسران المبين، أي: الخسارة الواضحة والخسران البين الذي يدركه الصغير والكبير، الرجل والمرأة.


الصفحة التالية
Icon