تفسير قوله تعالى: (وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم)
قال تعالى: ﴿وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [الزمر: ٦١].
يقول الله تعالى: إن جهنم هي جزاء الكافرين المتكبرين المشركين الذين هلكوا وماتوا ولم يتوبوا إلى الله، أما أولئك الذين ماتوا وهم مؤمنون مستغفرون تائبون فإن الله تعالى يقول: ﴿وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ﴾ [الزمر: ٦١] أي: ينجيهم وينقذهم من عذاب الله وغضبه، فيرحمهم ويرضى عليهم ويغفر ذنوبهم.
فقوله تعالى: ((بِمَفَازَتِهِمْ)) أي: بما فازوا فيه في حال الدنيا، وفازوا برضا الرحمن وبغفران ذنوبهم، وفازوا بالسكنى في الجنان خالدين فيها أبداً.
قال تعالى: ﴿لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ﴾ [الزمر: ٦١] أي: لا يؤذيهم سوء ولا عذاب ولا لعنة، أو سكنى في جهنم.
قال تعالى: ﴿وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [الزمر: ٦١] أي: لا يحزنون أبداً؛ لأن الله قد أكرمهم وأفرحهم وتاب عليهم وغفر لهم ذنوبهم وأسكنهم في الجنان؛ بتوبتهم وبمغفرة الصغائر من الذنوب، وبسبب ثباتهم على التوحيد، وقد طردوا الشرك عن عقائدهم وإيمانهم، فأنجاهم الله من العذاب ودفع عنهم سوء العذاب، وجعلهم لا يحزنون؛ لأنهم لا يساء إليهم ولا يعذبون نتيجة إيمانهم واستغفارهم.


الصفحة التالية
Icon